کیفیة تعليمه لأبي الأسود

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 

نحن حينما نطالع الأخبار المروية نرى كيفية تعليم أمير المؤمنينB لأبي الأسود أسس النحو. ما يدل التواتر عن أن هذا العلم نشأ من فكر عليB لا من غيره.
قال أبو القاسم الزجاج في أماليه، عن أبي جعفر الطبري، عن أبي حاتم السجستاني، عن يعقوب بن إسحاق الحضرمي، عن سعيد بن مسلم الباهلي، عن أبيه، عن جده، عن أبي الأسود الدؤلي أنه قال: دخلت على علي بن أبي طالب فرأيته مطرقاً مفكراً فقلت: فيم تفكر يا أمير المؤمنين؟
قال: سمعت ببلدكم هذه لحناً، فأردت ان أضع كتاباً في أصول العربية. فقال: ان فعلت هذا أحييتنا وبقيت فينا هذه اللغة، ثم أتيت بعد ثلاث فألقى إلي صحيفة فيها بسم الله الرحمن الرحيم الكلام كله: اسم وفعل وحرف، فالاسم: ما أنبأ عن المسمى، والفعل: ما أنبأ عن حركة المسمى، والحرف: ما أنبأ عن معنى ليس باسم ولا فعل، ثم قال: تتبعه وزد فيه ما وقع لك، وأعلم يا أبا الأسود ان الأشياء الثلاثة: ظاهر،و مضمر، وشيء ليس بظاهر ولا مضمر.
قال أبو الأسود: فجمعت منه أشياء عرضتها عليه ،فكان من ذلك حروف النصب ،فذكرت فيها (ان) و (أن) و (ليت) و (لعل) و (كأن) ولم أذكر (لكن).
فقال لي: لم تركتها ؟ فقلت :لم أحسبها منها ،فقال:بل هي منها فزدتها ،انتهى ما في أمالي الزجاج([1]).
وورد أيضا هكذا:
قال أبو الأسود: دخلت على عليB وفي يده رقعة.
فقلت: ما هذه الرقعة يا أمير المؤمنين؟
فقال: إني تأملت كلام الناس فوجدته قد فسد بمخالطة هذه الحمراء ــ يعني العجم ـ فأردت أن أضع لهم شيئا يرجعون إليه ويعتمدون عليه ،ثم ألقى الرقعة وفيها مكتوب الكلام كله ثلاثة أشياء: فالاسم: ما أنبأ عن المسمى ،والفعل ما انبىء به ، والحرف: ما جاء لمعنى.
اعلم يا أبا الأسود فالاسم ثلاثة: ظاهر، ومضمر، واسم ليس بظاهر ولا مضمر، وإنما يتفاضل الناس فيما ليس بظاهر ولا مضمر أراد بذلك اسم العلم المضمرـ
فقال أبو الأسود: فكان ما وقع إلي أن وأخواتها ما خلا (لكن).
فقلت : ما حسبتها منها.
فقال :هي منها ، فألحقتها بها، ثم قال: ما أحسن هذا أنح نحوه([2]).
ملاحظة: النحو لغة بمعنى القصد، ننحو نحو المقبرة: أي نقصد جهتها، وفي الاصطلاح: النحو هو معرفة أحوال أواخر الكلم من حيث الاعراب والبناء، ولذا اشتق منه النحو، وسمي هذا العلم بالنحو.
وقال أبو عثمان المازني: النحو ناحية من الكلام ، والعربية اسم للغة، ويقال: هي اللغة العربية يراد بها الجيدة الفصيحة البينة([3])، وقالوا: إنما سمي النحو نحوا تيمنا بكلام أمير المؤمنين حيث قال: انحو نحوه.
وقيل: سمي النحو نحوا لأنه بمعنى ننحو طريقة العرب في التراكيب، فنعرب ما أعربوا ونبني ما بنوا، وكان سابقا يعرف باسم علم الإعراب والتصاريف والالتفاتات في لغة العرب، ولكن في الاصطلاح ما يشمل الأولين فقط.
وورد ثالثا بمضمون آخر: قال الشيخ أبو الحسن سلامة بن عياض بن أحمد الشامي النحوي المعروف في أوائل كتاب المصباح في النحو: ان علياًB دخل عليه أبو الأسود يوما قال: رأيته متفكرا.
فقلت له: مالي أراك متفكرا يا أمير المؤمنين؟
قال: إني سمعت من بعض الناس لحنا، وقد هممت أن أضع كتابا أجمع فيه كلام العرب.
فقلت: ان فعلت ذلك أحييت أقواما من الهلاك، فألقى إلي صحيفة فيها الكلام كله: اسم وفعل وحرف.
فالاسم ما دل على المسمى، والفعل ما دل على حركة المسمى، والحرف ما أنبأ عن معنى ليس باسم ولا فعل، وجعل يزيد على ذلك زيادات.
قال: واستأذنته أن أصنع في النحو ما صنع فأذن لي، فأتيته به فزاد به ونقص ([4]).
وورد رابعاً في كتاب روضة العارفين للسيد هاشم البحراني نقلاً عن كتاب قطب الدين الاشكوري اللاهيجي في كتاب حياة القلوب:
(أنه قال: قال الشيخ ابن ميثم البحراني     L: إن واضع النحو في اللغة الإسلامية هو أبو الأسود الدؤلي كان ذلك بإرشاد أمير المؤمنينB، وبداية الأمر أن ابا الأسود سمع رجلاً يقرأ: [ أَنَّ اللّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولِـهِ ] بالكسرة، فأنكر ذلك وقال: نعوذ بالله من الخور بعد الكور: أي من نقصان الإيمان بعد زيادته، وراجع علياًB في ذلك، فقال: نحوت أن أضع للناس ميزاناً يقومون به ألسنتهم، فقال له مولانا (سلام الله عليه): الكلمات ثلاثة: اسم وفعل وحرف.
فالاسم ما أنبأ عن المسمى، والفعل ما أنبأ عن حركة المسمى، والحرف ما أوجد معنى في غيره، والفاعل مرفوع وما سواه فرع عليه، والمفعول منصوب وما سواه فرع عليه، والمضاف إليه مجرور وما سواه فرع عليه أنح أبا الأسود نحوه، وأرشده إلى كيفية ذلك الوضع وعلمه إياه)([5]).
 وورد خامساً عن ابن الانباري في خطبة شرح كتاب سيبويه: (ان رسول الله2 سمع يوماً قارئاً يقرأ: [ أَنَّ اللّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولِهِ] بجر لام الرسول، فغضب 2 وأشار الى أمير المؤمنين عليB انحُ النحو وأجعل له قاعدة وامنع من مثل هذا اللحن،فطلب أمير المؤمنينB أبا الأسود الدؤلي وعلمه العوامل والروابط وحصر كلام العرب وحصر الحركات الإعرابية والبنائية، وكان أبو الأسود كيّساً فطناً ذهيناً فألف ذلك، وإذا أشكل عليه شيء راجع أمير المؤمنينB فاستحسنه،قال: نعم ما نحوت ــ أي قصدت ــ فالتفاؤل بلفظ عليB سمّي هذا العلم نحواً)([6]).
ولكن في وقوع هذه القصة في زمان النبي2 تأمل، كما قاله السيد الصدرR([7]).
وورد سادساً عن السيد الأمير شمس الدين محمد عبد الأمير سيد شريف الجرجاني، المشهور في كتابه المسمى بـ(الرشاد في شرح الإرشاد) في النحو للعلامة التفتازاني في وجه تسمية النحو بالنحو: أن أبا الأسود الدؤلي سمع قارئاً يقرأ: [ أَنَّ اللّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولِهِ] بالجر في المعطوف فيه، فحكى لأمير المؤمنينB فقال ذلك لمخالطة العجم، ثم قال: أقسام الكلمة ثلاثة: اسم وفعل وحرف.
فالاسم ما أنبأ عن المسمى، والفعل ما أنبأ عن حركة المسمى، والحرف أداة بينهما، والفاعل مرفوع وما سواه فرع عليه، والمفعول منصوب وما سواه فرع عليه، والمضاف إليه مجرور وما سواه فرع عليه إلى غير ذلك من الضوابط الجامعة، ثم قال: يا أبا الأسود انح هذا النحو([8]).
وورد سابعاً عن السيد الشريف المرتضى الموسوي في كتاب الفصول المختارة من كتاب العيون والمحاسن للشيخ الإمام أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان، المعروف بـ(الشيخ المفيد) وعند الناس بـ(ابن المعلم شيخ الشيعة).
قال السيد المرتضى: أخبرني الشيخ أبو عبد الله (دام عزه)، عن محمد بن سلام الجمحي ان أبا الأسود الدؤلي دخل على أمير المؤمنين علي بن أبي طالبB فرمى إليه رقعة فيها: بسم الله الرحمن الرحيم الكلام كلّه ثلاثة أشياء: اسم وفعل وحرف جاء لمعنى.
فالاسم ما أنبأ عن المسمّى، والفعل ما أنبأ عن حركة المسمى، والحرف ما أوجد معنى في غيره.
فقال أبو الأسود: يا أمير المؤمنين هذا كلام حسن فما تأمرني أن أصنع به فإنني زدت بإيقافي عليه.
فقال أمير المؤمنينB إني سمعت في بلدكم هذا لحناً كثيراً فاحشا فأحببت أن ارسم كتاباً من نظر فيه ميّز بين كلام العرب وكلام هؤلاء فابن عليه ذلك.
فقال أبو الأسود: وفقنا الله بك يا أمير المؤمنين للصواب([9]).
(1) الأخبار المروية في أحاديث وضع العربية للسيوطي: ص41.
(2) تأسيس الشيعة: ص49.
(3) تأسيس الشيعة: ص49.
(4) تأسيس الشيعة: ص51.
(5) نقله عنه في تأسيس الشيعة: ص54.
(6) تأسيس الشيعة: ص56.
(7) تأسيس الشيعة: ص57.
(8) تأسيس الشيعة: ص59.
9) نقله عنه في تأسيس الشيعة: ص60.


دروس البحث الخارج (الأصول)

دروس البحث الخارج (الفقه)

الإستفاءات

مكارم الاخلاق

س)جاء في بعض الروايات ان صلاة الليل (تبيض الوجه) ،...


المزید...

صحة بعض الكتب والاحاديث

س)كيفية ثبوت صحة وصول ما ورد إلينا من كتب ومصنفات...


المزید...

عصمة النبي وأهل بيته صلوات الله عليه وعلى آله

س)ما هي البراهين العقلية المحضة غير النقلية على النبوة الخاصة...


المزید...

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

س)شاب زنى بأخته بعد ان دفع لها مبلغ من المال...


المزید...

السحر ونحوه

س)ما رأي سماحتكم في اللجوء الى المشعوذين ومن يذّعون كشف...


المزید...

التدخين

ـ ما رأي سماحة المرجع الكريم(دام ظله)في حكم تدخين...


المزید...

التدخين

ـ ما رأي سماحة المرجع الكريم(دام ظله)في حكم تدخين السكاير...


المزید...

العمل في الدوائر الرسمية

نحن مجموعة من المهندسين ومن الموظفين الحكوميين ، تقع على...


المزید...

شبهات وردود

هل الاستعانة من الامام المعصوم (ع) جائز, مثلا يقال...


المزید...
0123456789
© {2017} www.wadhy.com