المجمل والمبيّن

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 

المجمل والمبيّن


والكلام هنا يقع في اُمور:

الأمر الأوّل:
في أنّنا هل نحتاج إلى تعريف كلٍّ من المجمل والمبيّن أم لا؟
لا يخفى: أنّه لا ثمرة فقهيّة في فهم مفهوم المجمل والمبيّن، ولذا لا فائدة في ذكر واستعراض كافّة التعريفات التي ذكرها القوم، مضافاً إلى ما تكرّر ذكره منّا من أنّ هذه التعريفات ليست بتعريفاتٍ حقيقيّة، فلا فائدة ترجى من الغوص في النقض والإبرام، وإنّما هي تعريفات تندرج في باب شرح الاسم، أضف إلى أنّ كلّاً من المجمل والمبيّن واضح المعنى وبديهيّ المفهوم، كالوجود تماماً، فلا يحتاجان إلى تعريفٍ أصلاً.

الأمر الثاني:
أنّ الإجمال والتبيين هل يختصّان بالكلام وبالمفاهيم التركيبيّة أم يشملان المفردات ـ أيضاً ـ كلفظي (الغناء) و(الوطن)؟
الظاهر: عدم الاختصاص بالمعاني التركيبيّة، بل المجمل والمبيّن يشملان المفردات أيضاً، ولذا، نراهم يبحثون عن مفهوم مثل (الغناء) و(الوطن)، وأنّه هل يكون من المجمل أو من المبيّن.

الأمر الثالث:
المراد بكون اللّفظ مجملاً، أن يكون هذا اللّفظ غير واضح المعنى عند العارف باللّغة، وليس المدار على الجاهل بها، فلو فرض لفظ واضح المعنى عند العربيّ، فهو لا يكون معدوداً في المجملات، وإن كان غير واضح عند غير العربيّ.
ولكن مع ذلك، فنجدهم يقولون بأنّ مثل لفظ (الغناء) يُعدّ مجملاً؛ لأنّه وإن كان واضحاً عند أهل اللّغة، إلّا أنّه حيث لم يُحدَّد معناه في لسانهم قالوا بكونه مجملاً.

الأمر الرابع:
أنّ الإجمال والتبيين ليسا من الصفات الحقيقيّة، بل هما من الاُمور الإضافيّة، فقد يكون لفظ أو كلام مبيّناً عند شخص ومجملاً عند شخص آخر، فهو مبيّن عند أحدهما لكونه عالماً بالوضع، ومجملاً عند الآخر لعدم كونه كذلك، بل قد يكون مبيّناً عند أحدهما ومجملاً عند الآخر، ولو فرض كونه واضحاً عند كليهما معاً، ولكن بحيث ظفر أحدهما بالقرينة التي تصلح أن تكون مانعاً من أخذه بمعناه.
فتحصّل: أنّه لا مانع من أن يكون لفظ ظاهراً عند شخص ومجملاً عند آخرين، كما قد يقال في مثل لفظ (اليد)، حيث كان مجملاً عند الفقهاء، وظاهراً عند الإمام الجواد.
ثمّ إنّ الإجمال والتبيين هل هو بحسب الظاهر أو بحسب المراد؟
والإجمال بحسب الظاهر يأتي من جهة تعدّد الوضع، كما في مثل لفظ (العين)، أو لتساوي المعنيين الحقيقيّ والمجازي، أو غير ذلك.
ذهب صاحب الكفايةإلى أنّ المراد من المبيّن، هو كلّ لفظ يكون له ظاهر، وإن علم بعدم إرادته، والمجمل هو ما كان بخلافه، وإن علم منه المراد.
قال: <والظاهر: أنّ المراد من المبيّن في موارد إطلاقه: الكلام الذي له ظاهر، ويكون بحسب متفاهم العرف قالباً لخصوص معنىً، والمجمل بخلافه، فما ليس له ظهور مجمل وإن علم بقرينة خارجيّة ما اُريد منه، كما أنّ ما له الظهور مبيّن، وإن علم بالقرينة الخارجيّة أنّه ما اُريد ظهوره وأنّه مؤوّل>( ).
والمستفاد من التقرير المنسوب إلى الشيخ الأنصاري( ) أنّ المبيّن هو ما يكون واضح المراد، وإن لم يكن له ظهور، كما إذا فرض إجمال صيغة الأمر، وعدم ظهورها في الوجوب، ولكن علم من قرينة خارجيّة إرادة الندب منها، وأمّا المجمل فهو ما لم يتّضح المراد منه، وإن كان له ظهور.
وعلى هذا: فيكون مورد الاتّصاف بالمبيّن والمجمل هو المراد لا الكلام، فالاختلاف بين كلام صاحب الكفاية وبين هذا الكلام المنسوب إلى الشيخ الأعظم إنّما هو فيما لو كان لفظ ما ظاهراً في معنى، كالّلفظ العامّ الذي يكون ظاهراً في العموم، ولكن نعلم من الخارج بأنّ العموم ليس بمراد للمتكلّم، ونعلم إجمالاً بتخصيصه إيّاه، ولو لم نعلم المخصّص، فعلى كلام صاحب الكفاية، فهذا العامّ ـ هنا ـ مبيّن، لكونه ممّا له ظاهر، وعلى ما في التقريرات، فهو مجمل، لعدم وضوح المراد، فتأمّل جيّداً.
تمّ الكلام ـ بحمد اﷲ تعالى ـ في المجمل والمبيّن.


دروس البحث الخارج (الأصول)

دروس البحث الخارج (الفقه)

الإستفاءات

مكارم الاخلاق

س)جاء في بعض الروايات ان صلاة الليل (تبيض الوجه) ،...


المزید...

صحة بعض الكتب والاحاديث

س)كيفية ثبوت صحة وصول ما ورد إلينا من كتب ومصنفات...


المزید...

عصمة النبي وأهل بيته صلوات الله عليه وعلى آله

س)ما هي البراهين العقلية المحضة غير النقلية على النبوة الخاصة...


المزید...

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

س)شاب زنى بأخته بعد ان دفع لها مبلغ من المال...


المزید...

السحر ونحوه

س)ما رأي سماحتكم في اللجوء الى المشعوذين ومن يذّعون كشف...


المزید...

التدخين

ـ ما رأي سماحة المرجع الكريم(دام ظله)في حكم تدخين...


المزید...

التدخين

ـ ما رأي سماحة المرجع الكريم(دام ظله)في حكم تدخين السكاير...


المزید...

العمل في الدوائر الرسمية

نحن مجموعة من المهندسين ومن الموظفين الحكوميين ، تقع على...


المزید...

شبهات وردود

هل الاستعانة من الامام المعصوم (ع) جائز, مثلا يقال...


المزید...
0123456789
© {2017} www.wadhy.com