المؤلفات الاشارات الی اسرار البسملةالفصل الرابع: في بيان أن بسم الله الرحمن الرحيم هل هو من الاسم الأعظم أم لا؟

تقييم المستخدم: 5 / 5

تفعيل النجومتفعيل النجومتفعيل النجومتفعيل النجومتفعيل النجوم
 

لايخفى أنّ الأسم الأعظم ([1]) هو: بمعنى العظيم ـ ولذا ورد في تفسير ربّ العرش العظيم وصفه بالعظمة من جهة الكمية والكيفية، فهو ممدوح ذاتاً وصفتاً، وخصه بالذكر لانه اعظم الاسماء، فترى كيف اطلق لفظ العظيم على الأعظم، والعظيم بالنسبة الى الله الذي جاوز قدرته وجل عن حدود العقول حتى لايتصور الاحاطة بكنهه وحقيقته ـ لانه لايمكن أن يتصور في أسماء الله بان بعضها يكون اعظم من الآخر بل جميعها عظيم لأنّ المسمّى يكون عظيماً وقد سرت العظمة منه إليها، اللهم إلاّ أن يقال: بأن كل اسم يكون أكثر تعظيماً فهو أعظم من غيره كلفظ الله.
ومعنى الاسم الاعظم: أي الاسم الذي متى دعي به الله تعالى استجاب به الدعاء، واخفاه الله على العباد لمصالح كما اخفى ليلة القدر، ولم يعلم هل هي ثلاث ليالي من القدر أو العشر الأواخر أو الشهر كله أو غيرها.
اذن لايعلم هذا الأسم سوى الله جل وعلا والراسخين في العلم، وقد ورد بأن: بسم الله الرحمن الرحيم أقرب من سواد العين الى بياضها وقال الرضا(عليه السلام):
أنها أقرب الى اسم الله الأعظم من ناظر (العين) الى بياضها ([2]). ولم يقل بأنه الاسم الاعظم.
واسم الله الأعظم على ما روي عن الباقر (عليه السلام) ثلاثة وسبعون حرفاً وكان عند آصف ([3]) حرف واحد فكلّم به فخسف الارض مابينه وبين سرير بلقيس حتى تناول السرير بيده واحضر العرش بأقل من طرفة عين وعندنا نحن من الاسم الأعظم اثنان وسبعون حرفاً وحرف عند الله تعالى استأثر به في علم الغيب عنده ([4]).
وعن الصادق (عليه السلام): «أعطى عيسى بن مريم حرفين كان يعمل بهما واعطي موسى (عليه السلام) اربعة أحرف واعطي ابراهيم (عليه السلام) ثمانية أحرف واعطى نوح ثلاثة عشر حرفاً واعطي آدم خمسة وعشرين حرفاً واعطي محمد اثنين وسبعين حرفاً» ([5]).
وقد ذكر أنها انتقلت منه (صلى الله عليه وآله وسلم) الى الأئمة الأطهار (عليهم السلام) ([6]).
([1]) وليس بعض الاسماء اعظم من بعض بل جميعها عظيم لان المسمّى يكون كذلك وقد سر العظمة منه اليها قبل بل كل اسم اكثر تعظيماً فهو أعظم.
([2]) لآلىء الأخبار: ج3 ص334.
([3]) آصف بن برخيا وزير سليمان.
([4]) لآلىء الأخبار: ج3 ص335.
([5]) لآلىء الأخبار: ج3 ص335.
([6]) لآلىء الازخبار: ج3 ص335.