خلاصة البحث:

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 

ان الحمد من حيث المورد يكون خاصاً لانه مخصوص باللسان ولكن من حيث المتعلق يكون عاماً (أي يشمل النعمة وغيرها).

وعلى العكس من الشكر فانه من حيث المورد يكون عاماً لانه يشمل كلاً من العمل بالاركان، والتصديق بالجنان واللسان. ولكن من جهة المتعلق يكون خاصاً لانه يشمل النعمة فقط.
وهناك فرق آخر بينهما وهو أن الحمد ما اذا وصل الانعام الذي جاء الحمدُ من أجلهِ اليك أو الى غيرك، والشكر مختصُ بالواصل اليك، وفي الحديث: أن الحمد رأس الشكر ما شكر الله عبداً لايحمده. ورأس الشكر هو أجلى وأوضح وأدل على مكان النعمة، وأشبع للثناء على مولاها من الاعتقاد وعمل الجوارح، وما في عمل الجوارح من الاحتمال بخلاف عمل اللسان الذي هو النطق المفصح عن كل خفيّ. وقد ورد في نهج البلاغة ـ الحمد لله الواصل الحمد بالنعم والنعم بالشكر ([1]).
أي أنعم على سبيل التفضل على عباده، ثم امرهم ان يحمدوه على نعمهِ أو بمعنى: أنه تفضل بالنعمة أولاً ثم أوصل ذلك بنعمة الحمد بأن ألهم عباده الحمد عليها ثم أوصل النعم بالشكر. والشكر إعتراف بالنعمة وهو أن يفعل من فعل الطاعة وترك المعصية. وفي الخبر: (لايشكر الله من لايشكر الناس) أي لايقبل الله تعالى شكر العبد على أحسانه اليه اذا لم يكن شاكراً لاحسان الناس إليه، وكان كافراً لمعروفه، لان أحد الامرين مربوط بالآخر (ومن لم يشكر المخلوق لم يشكر الخالق).
وروي أن نوحاً النبي (عليه السلام) اذا أكل طعاماً قال الحمد لله واذا شرب الماء قال الحمد لله واذا لبس لباساً قال الحمد لله واذا ركب دابة قال الحمد لله واذا نزل من الدابة قال الحمد لله. فكتبه الله من جملة الشاكرين بقوله تعالى: (أَنَّهُ كانَ عَبْدَاً شَكُوْراً) ([2]) والشكور بالفتح من أسمائه تعالى وهو الذي يزكو عنده القليل من أعمال العباد فيضاعف لهم الجزاء.
وعن الباقر (عليه السلام) والصادق (عليه السلام): أنه كان اذا أصبح وامسى يقول: اللهم ما أصبح بي من نعمة أو عافية من دِين أو دنيا فمنك وحدك لا شريك لك، لك الحمد ولك الشكر بها عليّ يا رب حتى ترضى وبعد الرضا يقول إذا أصبح عشراً وإذا أمسى عشراً كان يقولها اذا اصبح ثلاثاً واذا أمسى ثلاثاً فهذا شكره وقد مر الحديث.
وقد يستشكل بأنه يستفاد من الحديثين بأن كل أمر ذي بال لابد أن يبدأ ببسم الله أو الحمد لله مع أن نفسهما من ذوات البال، إذاً حينما يريد الانسان ان يذكر بسم الله لابد أن يبدأ قبله ببسم الله آخر وهكذا يتسلسل، وكذا بالنسبة الى حمد الله ولكن قد اُجيب عن هذا بان المقام يدخل في باب ما من عام الا وقد خص. اذاً نفس التسمية والتحميد يكونان خارجين عن هذا العموم، ويحتمل أن نخرجهما عن هذا التعريف بان المراد من ذي بال (أي ذي شأن) في واقع الامر والتسمية والتحميد في ابتداء كل كتاب لايكونان مقصودين بالذات للكاتب، أو أنه بمقتضى قاعدة كلما بالعرض لابد وان ينتهي الى ما بالذات.
أو بمقتضى قاعدة دسومية كل شيء يكون بالدهن ودسومية الدهن تكون بنفسه أي ابتداء كل شيء يكون بالبسملة أو التحميد وابتدائيتهما تكون بأنفسهما، ولذا اذا أراد الانسان أن يشرع في عمله فهو محتاج لاجل اكماله الى التسمية أو التحميد وتمامية التسمية والتحميد تكون بأنفسهما أو يمكن استفادة خروجهما عن هذه القاعدة، بأنه اذا قلنا كل شيء معلول لله. فقطعاً كل شيء لايشمل الله وهكذا كل أمر ذي بال لايشمل التسمية والتحميد.
كيفية الجمع بين الحديثين عند التعارض:
وقد أستشكل بان في كل من البسملة والحمد لله ورد حديث بأبتدائيّته فكيف يمكن الجمع بين الحديثين مع أن العمل بكل واحد من الحديثين يكون مستلزماً لالغاء الحديث الآخر لانه لو عملنا بحديث التسمية يكون العمل بحديث التحميد لغواً وهكذا العكس، لو عملنا بحديث التحميد فلايمكن العمل بحديث التسمية. لأنّ التعارض والتكافؤ إنّما يتصوّر فيما إذا لم يكن هناك مرجّح بين المتعارضين فنقول إنّ حديث الابتداء ببسم الله يكون له مرجّح كما ورد في الحديث (ابدأوا بما بدأ الله به) ([3]) فإنّه يكون مرجّحاً وهذا معنا عام بالنسبة إلى كلّ عمل ولذا نرى إنّ الله تعالى بدأ بالبسملة في كلّ سورة من سور القرآن وأمر بالابتداء ببسم الله عند كلّ عمل يعمله العبد.
ومع ذلك قد أجيب عن هذا بأمور لابأس بذكرها:
1ـ أن يكون الابتداء بكل منهما على سبيل منع الخلو، أي في كل أمر ذي بال لابد أن يذكر واحد من التسمية والتحميد لا كليهما معاً حتى يرد المحذور.
2ـ يمكن أن يكون المراد بـ (لم يُبدأ) أي لم يقدَّم، اذاً تقدُّم كليهما ممكن ولايأتي المحذور.
3ـ أن الباء وردت فيهما للاستعانة ويمكن الاستعانة بكليهما في كل امرِ ذي بال.
4ـ أن تكون الباء بمعنى الملابسة والمصاحبة ولاتضر المصاحبة مع شيئين.
5ـ أن الابتداء ببسم يكون ابتداء بالتحميد أيضاً ـ لان المراد من الحمد هو اظهار الصفات الجميلة وليست للفظة أي خصوصية. فاذا إبتدأت ببسم الله فان في بسم الله اظهاراً للرحمانية والرحيمية لله تعالى. فبناءاً على هذا يكون بسم الله من أفراد الحمد، اذاً الابتداء ببسم الله يكون ابتداءاً بحمد الله أيضاً.
6ـ بما أن في بسم الله كلمة (الله) موجودة، والله يدل على الذات المستجمعة لجميع الصفات الكمالية، وكل شيء يدل على الذات المستجمعة كذلك يدل على اتصاف الذات بصفات الكمال أيضاً.
اذاً الابتداء باللفظ الدال على الذات الكذائية يكون ابتداءً باللفظ الدال على صفات الكمال. والحمد يدل على وصف الكمال للذات، بالدلالة الالتزامية ويدل على الذات، اذا الابتداء باللفظ الدال على وصف الكمال يكون ابتدأ على اللفظ الدال على الذات، إذاً الابتداء ببسم الله يكون ابتداءاً بحمد الله وعلى العكس.
7ـ انهم يقسّمون الابتداء على ثلاثة أقسام:
أ) الابتداء الحقيقي ـ والمراد من الحقيقي لم يكن قبله شيء. هذا بالنسبة الى الممكن، اما بالنسبة الى الباري جل وعلا فهو الذي لايكون له أولية أو نهاية وليس له اخرية وحد وغاية. قال السبزواري صاحب المنظومة:
(هو تعالى أول السلسلة الطولية النزولية ومبدأ المبادي كان الله ولم يكن معه شيء والسلسلة الطولية الصعودية وغاية الغايات).
«(إنَّ إلى رَبِّكَ الرُّجْعَى) ([4]).. أي إليه مرجع العباد حتى الغني الطاغي الذي غرته أمواله وأولاده وحياة الدنيا. ولله القدرة على اهلاكه كغيره من الناس، ثم يجازيه أيضاً في العقبى» أي أنه تعالى يكون مقدماً على جميع الموجودات ويكون أولاً بلا إبتداء ويكون وجوده قبل القبل وفي أزل الازل، واما الموجودات غير الله فهي ممكنات ووجودها مسبوق بالعدم.
ب) الاضافي ـ وهو أن يكون مقدماً بالنسبة الى مقصوده سواءٌ أكان قبله شيء أم لا.
جـ ) الابتداء العرفي ـ أي أنه في نظر العرف يصدق عليه الابتداء فلو كان هناك صف ممتد فان من كان في أوائل الصف يسمى بانه في ابتداء الصف.
والحق: هو حمل بسم الله عند الجمع على الحقيقي والحمد لله على أحد الوجهين الاخرين لأمور:
الأول ـ ما روي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): «أول ما كتب بالقلم بسم الله الرحمن الرحيم فاذا كتبتم كتاباً فاكتبوها أولَه. وهي مفتاح كل كتاب أُنزل، ولما نزل عليَّ جبريل بها أعادها ثلاثاً وقال: هي لك ولامتك فمرهم لايدَعوها في شيء من أمورهم فاني لم أدعها طرفة عين مذ نزلت على أبيك آدم وكذلك الملائكة ([5]). وقريب منه ما عن بعض الكتب من قوله (عليه السلام) فاذا كتبتم كتاباً فاكتبوا في أوله بسم الله الرحمن الرحيم فاذا كتبتموها فاقرؤوها».
وفي حصن الحصين عن أبي هريرة قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «كل كلام لايذكر الله فيه ولايبدأ به وبالصلاة عليّ فهو ممحوق من كل بركة» ([6]).
وروي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): «تخلّقوا بأخلاق الله» ([7]) حيث ان الله تبارك وتعالى جعل في ابتداء كل سورة بسم الله ولابد لنا أن نقتدي به في كل أفعالنا ونبتدىء بسم الله.
وكذا ماورد في القرآن الكريم (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُوْلِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) ([8]) أي ولكم به الاقتداء الجميل وهو تقليد في أقواله وأفعاله. فهو نعم القدوة الحميدة. والمُثل العُليا في أخلاقه السامية وهذا التأسي لازم لمن يطلب رضا الله تعالى واليوم الآخر وذكر الله كثيراً في جميع تقلباته وتحركاته وسكناته.
والأسوة بالأئمة (عليهم السلام) أسوة بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ولم يُرَ في كلامهم قط تقديم الحمد له على البسملة.
الكلام في متعلق البسملة
قبل الدخول في البحث لابد من بيان أمور:
الأول ـ في وجه كسر الباء.
قيل: بما أن عملها دائماً يكون الجر فكسرت في بسم الله حتى تكون حركتها من جنس عملها ويكون فرقاً بينها وبين ما لايلزم الجر.
وقيل: ان علة كسرها، لان أصلها كان «بي» وحذفت الياء وبقيت الكسرة لانها تناسب الباء. وقد ذكروا هناك وجوهاً في خفض هذه الباء وهي أمور ذوقية لادليل لها من آية أو رواية، كما يقال الخفض يقابل الرفع، فمن خفضه يكون نظره الى ذل العبودية، كما ورد في الآية الشريفة (واخْفِضْ لَهُما جَنَاحَ الذُّلِّ مِن الرَّحْمَةِ) ([9]) أي تواضع لهما. وفي الحديث وهو أن لاتملأ عينيك من النظر اليهما. وتنظر لهما برقة ورحمة، ولاترفع صوتك فوق أصواتهما، ولايدك فوق أيديهما، ولاتتقدم قُدّامهما ([10]).
الثاني: في معنى النقطة التي تحت الباء:
روي عن علي (عليه السلام) انه قال: «عِلمُ ما كان وما يكون في القرآن، وعِلمُ القرآن كله في سورة الفاتحة، وعِلم الفاتحة في البسملة، وعِلم البسملة في الباء منها، وأنا النقطة تحت الباء» ([11]).
وقد ذكر في معنى هذه الجملة وجوه:  ـ
1) أن النقطة كما تكون سبباً لتمييز الكلمات فأمير المؤمنين يميز جميع العلوم ويبيّنها.
2) أن مراده بيان دلالته وارشاده على التوحيد ولذا وجبت ولايته ([12]) وقد نسب الى المحدث الجزائري في توجيهه لهذه أمور:
أولها: المراد من النقطة القدرة الالهية التي هي الأصل، ومن الخط محلها وهو الجسد النوراني.
وثانيها: ان العلوم والأخبار تنتهي اليه وعلمه ممتد الى جميع الأئمة كما أن للنقطة نهاية وهو الامتداد الطولي.
وثالثها: أن تكون الاشارة الى قول الامام (عليه السلام): انا الأول، أنا الآخر، أنا الظاهر أنا الباطن.
ورابعها: أنه (عليه السلام) مركز دائرة الكون ومحيطها. ولولاه لما خلق الله تعالى شيئاً.
وخامسها: أنه (عليه السلام) صاحب رئاسة الامامة التي هي منتهى الكمالات والاذعان بها واجب على جميع الموجودات وهي ممتدة منه (عليه السلام) الى ولده صاحب العصر والزمان (عج).
وسادسها: أنه قد اجتمعت فيه اسرار النبوة التي هي الغاية والإمامة العامة الممتدة الى السلطنة القاهرة.
وسابعها: ان العالم العلوي بالنظر الى أسرار قدسه وتجرده السفلي منطو فيه لكونه بشراً مركباً من العناصر الأربعة.
3ـ وأورد: أول ما خلق الله نوري وأنا وعلي من نور واحد، أي أول ما خلق الله نقطة النور المحمدي، أي وجود وظهور وجميع الكائنات في النقطة الحقيقة المحمدية كما أن جميع الكلمات والحروف تكون من النقطة، كما ورد في الحديث القدسي: (خلقت نور محمد من نور وجهي ولولاك ما خلقت الأفلاك ولولا علي ما خلقتك) ([13]).
وانما قال أمير المؤمنين (عليه السلام):أنا النقطة تحت الباء، لان أصل نور روحه من النور المحمدي الذي هو أصل نور الله تبارك وتعالى كما ورد في الحديث: «أول ما خلق الله نوري أو روحي» ([14]).
وعن ابن عباس قال: فسَّر لي أمير المؤمنين فاتحة الكتاب من أول الليل الى الصبح فلم يتم تفسير باء بسم الله، ثم قال أنا النقطةُ تحته ([15]).
اذاً ان الباء هي بمعنى الظهور المطلق، والتعيين الأول عبارة عن مقام الولاية فلو صحّت نسبة هذا القول للأمير فيكون مقصوده (عليه السلام) هو أن مقام الولاية ـ بالمعنى الحقيقي للولاية أي الولاية العامة ـ هو التعيين الأول ([16]).
وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): «كلّما في كتاب منزل فهو في القرآن وكلما في القرآن فهو من الفاتحة وكلما في الفاتحة فهو في بسم الله الرحمن الرحيم» ([17]).
([1]) نهج البلاغة: ج1 ص222.
([2]) الاسراء: 3.
([3]) الجامع الصغير ج1 ح 4، الوسائل ج8 / 151.
([4]) العلق: 8.
([5]) كنز العمال ج1، ص 555.
([6]) كنز العمال ج1، ص: 558.
([7]) البحار ج58، ص 129.
([8]) الاحزاب: 21.
([9]) الاسراء: 24.
([10]) البرهان: ج2 ص413.
([11]) زهر الربيع: ج2 ص11.
([12]) وقد ذكرنا جميع هذه الوجوه في كتابنا الكشف الجلي.
([13]) ضريعة المعاد: ص34.
([14]) ضريعة المعاد: ص34.
([15]) لآلىء الأخبار: ج3 ص333.
([16]) تفسير آية البسملة للامام الخميني (قدس سره): ص84.
([17]) قد مرّ ذكر الحديث.


دروس البحث الخارج (الأصول)

دروس البحث الخارج (الفقه)

الإستفاءات

مكارم الاخلاق

س)جاء في بعض الروايات ان صلاة الليل (تبيض الوجه) ،...


المزید...

صحة بعض الكتب والاحاديث

س)كيفية ثبوت صحة وصول ما ورد إلينا من كتب ومصنفات...


المزید...

عصمة النبي وأهل بيته صلوات الله عليه وعلى آله

س)ما هي البراهين العقلية المحضة غير النقلية على النبوة الخاصة...


المزید...

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

س)شاب زنى بأخته بعد ان دفع لها مبلغ من المال...


المزید...

السحر ونحوه

س)ما رأي سماحتكم في اللجوء الى المشعوذين ومن يذّعون كشف...


المزید...

التدخين

ـ ما رأي سماحة المرجع الكريم(دام ظله)في حكم تدخين...


المزید...

التدخين

ـ ما رأي سماحة المرجع الكريم(دام ظله)في حكم تدخين السكاير...


المزید...

العمل في الدوائر الرسمية

نحن مجموعة من المهندسين ومن الموظفين الحكوميين ، تقع على...


المزید...

شبهات وردود

هل الاستعانة من الامام المعصوم (ع) جائز, مثلا يقال...


المزید...
0123456789
© {2017} www.wadhy.com