الكلام في الأسماء الحسنى

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 

اعلم أن لله اسماءاً تسمى بالاسماء الحسنى ولابأس بذكرها وشرح مجملاً عنها: قال الله تبارك وتعالى: (وِللهِ الأسمَاءُ الحُسْنَى فادْعُوْهُ بِها) ([1]) أي احسن الاسماء من جهة المعاني والدلالة.الله: هو اسم للموجود الجامع لجميع الصفات الألهية والمستحق للعبادة فقط فان كل موجود سواه لايليق للعبادة.
وبعبارة اخرى: ان اسماء الله أما ان تدل على الذات فقط من غير اعتبار أمر آخر أو مع اعتبار أمر. وذلك الأمر اما ذهنيّ فقط، أو سلبي فقط، أواضافة وسلب فالأقسام أربعة منها:
الأول: مايدل على الذات فقط كلفظ (الله) فانه كما مر اسم للذات الموصوفة بجميع الكمالات الربانية المتفردة بالوجود الحقيقي، وجامع لجميع صفات المعبود الكامل المطلق وموجد جميع القوى والقدرات: (إنَّ اللهَ يُمْسِكُ السَمواتِ والأرضَ أَنْ تَزُوْلا) ([2]) فقدم اسم الجلالة ليفيد الحصر في إمساكهما وإبقائهما. اي لايمسكهما غيره. وهذا تنبيه للبشر على كمال قدرته تعالى. ومن يكون شأنه هكذا فهو الذي يستحق العبادة فقط لا غيره. وان زوالهما وبقائهما يكون بيده جلّ وعلا، لابيد غيره. وان كل موجود سواه غير مستحق للوجود بذاته، بل يكون وجوده مستفيداً من غيره، وكل موجود غيره يحتاج في وجوده الى فيض الفياض وكذا في بقائه. ولو وكّل العالم الى نفسه يتلاشى كأن لم يكن شيئاً مذكوراً كما مرت الاشارة اليه.
الثاني: مايدل على الذات والاضافة: فانه بالاضافة الى مقدور تعلقت به القدرة بالتأثير كالخالق بالنسبة الى المخلوق، فان تعالى قدرته مطلقة تشمل أي شيء بشرط أن يكون قابلاً لتأثير القدرة فيه وان قدرته جلّ وعلا غير متناهية، لأنه عين ذاته، وقد خصصنا هذين القسمين من تلك الأقسام الأربعة لارتباطهما بالبحث عن اسمائه الحسنى تبارك وتعالى.
وبما أن الاسم يكون بمعنى السمة وهي العلامة فاسماء الله تكون أحسن الأسماء لاشتمالها على المعاني الحسنة وتمجيد وتقديس وتعظيم له وتدل على صفات الجلال والجمال والاكرام والافضال والانعام، وسائر صفات الأفعال وصفات الذات.
ففي البحار عن توحيد الصدوق عن الهروي عن علي بن موسى، عن أبيه، عن آبائه عن علي (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «إنّ لله عزّوجلّ تسعة وتسعين اسماً من دعا الله بها استجاب له ومن احصاها دخل الجنة».
وقال الصدوق: معنى «ومن احصاها» أي الاحاطة بها والوقوف على معانيها وليس معنى «احصاها» عدّها. ويحتمل أن يكون المراد من الاحصاء الذي يكون سبباً لدخول الجنة هو التخلق بها ومعرفة الحقائق بمداليلها والاّ العد والاحصاء بمعنى ظاهر اللفظي وعدم التعمق والتدبر فيها لايكون سبباً لدخول الجنة.بعدما قلنا ان ذات الله وجداني وبسيط من جميع الجهات، فتعدد وتكثّر الاسماء لايوجب تعدد الذات بعد أن يكون وجوده أشد وأكمل مراتب الوجود. وفي عين البساطة يكون جامعاً لجميع وجوه الكمالات ومنزهاً ومبرّءاً من جميع النقائص. اذاً ان حقيقته  واحدة ولايتكثر بتكثر الاسماء. وهذه الاسماء والصفات تدلان على شيء واحد وهو الكمال المطلق:عباراتنا شتى وحسنك واحد***وكل الى ذاك الجمال يشيروتعدد الدلائل لايكون سبباً لتعدد المدلول، لان اللفظ يكون بمثابة المرآة بالنسبة الى معناه. ولو كان هناك آلاف المرايا وتقع فيها صورة شخص واحد فتعدد المرآة لايكون سبباً لتعدد ذات الشخص.
الملك:
أي الحاكم المطلق وهو أعم من المالك، لأن ما تحت حياطة الملك من حيث هو ملك أكثر مما تحت حياطة المالك من حيث أنه مالك، وأيضاً ان الملك أقدر على ما يريد في أكثر تصرفاته فيها وسياسته لها، وأقوى إستيلاءاً عليها من المالك. هذا اذا فرضنا أنهما وصفان للمخلوقين، أما بالنسبة الى الله فالمالك والملك سواء. قال الله تعالى: (هُوَ اللهُ الذي لا إلهَ إلاّ هُوَ المَلِكَ..) أي: المالك لجميع الاشياء دون أي منازع في ملكيته وهو الذي يستغني في ذاته وصفاته عن كل موجود، بل يحتاج اليه كل موجود ولايستغني عنه أي موجود في شيء، لا في حياته ولا في بقائه ولا في ذاته ولا في صفاته لان وجود كل موجود منه أو مما هو منه.
اذاً هو مملوك له في جميع أموره والله مستغن عنه في كل شيء لكنه يكون حقيقياً ومالكية غيره مجازية.
القدوس:
أي الطاهر المنزّه عن العيوب والنقائص، بل من كل آفة وقبيح، وكل ما لايليق نسبته اليه من الشريك والولد والصاحب والجسمية وبقية الصفات غير اللائقة به بل هو المبارك وواهب الخيرات لجميع الموجودات بفضله وكرمه، بل والمنزه عن كل وصف يدرك بالحس أو يتصور بالخيال أو يسبق اليه وهم، أو يختلجه ضمير المختلج أو فكر أي مفكر: وقيل: للجنة حظيرة القدس لأنها موضع الطهارة من الأدناس والآفات التي تكون في الدنيا.
السلام:
هو الذي يَسلم العباد من ظُلمه وترجى منه السلامة وقيل: هو الذي تسلم ذاته وصفاته من كل نقص وفي الدعاء: اللهم أنت السلام ومنك السلام ([3]) أي أنت المسلِّم أولياءك والمسلم عليهم أي منك بدأ السلام واليك عوده في حالة الوجود والعدم.
المؤمن:
وهو المتصف بالايمان ونسبته الى الله تعالى باعتبار أن من اطاعه يؤمن عذابه، أو ينسب له الأمن والايمان، لان اسبابهما بيده ولايوجد في الدنيا أمن ولا أمان من الآفات والأمراض والمهلكات، ولا في الآخرة من العذاب والنقمات الاّمنه. وهو يحصل باسباب هو متفرد بخلقها وهو الذي يُرشد الى استعمالها كي يبقى سالماً آمناً من الخوف. وفي البحار قال الصادق (عليه السلام): سمى الباري عزّوجلّ مؤمناً لانه يؤمن من عذابه مَن اطاعه.
المهيمن:
ذكر لمعنى المهيمن أمور منها:
1ـ هو القائم باعمال العباد وارزاقهم وآجالهم، أي: هو المطلع على هذه الأمور.
2ـ المتسلط والرقيب على الأشياء.
3ـ أو بمعنى الأمين، أي: لايضيع بحضرته حق أحد، أو المؤتمن على شيء ومنه محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) أمين الله على رسالته. وفي الحديث: «المؤذنون امناء المسلمين على صلاتهم وصيامهم ولحومهم ودمائهم» ([4]).
4ـ وبمعنى الذات المقدسة المطلعة على كلية الخلائق.
5ـ ما يصدر منهم من الأقوال والأفعال ولم يخفى عنه شيء ولو بمقدار ذرة في السماوات والارضيين أو بمعنى الحافظ أيضاً.
العزيز:
وهو الغالب الذي لايُغلب، والمنيع القادر الذي لايقهر، أو الذي لايعادله شيء. وهو الذي تكثر حاجة المخلوقين اليه، ويستحيل الوصول الى الاحاطة بكنهه. ونسب الى الشيخ علي بن يوسف بن عبدالجليل في كتابه: منتهى السؤال في شرح الفصول «العزيز بمعنى الخطير الذي يقل وجود مثله وتشتد الحاجة اليه ويصعب الوصول اليه. فليس العزيز المطلق الا الله». وقال صاحب العدة: «العزيز المنيع الذي لايغلب».
الجبّار:
ويأتي على معان:
1ـ هو الذي تنفذ مشيئته على سبيل الأجبار للخلق في الأمور التكوينية قال تعالى: (وإذا قَضَى أمْراً فإنّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُوْن) ([5]) ـ أي اذا تعلقت ارادته بشيء فيوجد في الخارج بلا مهلة ولا توقف.
2ـ هو الذي يجبر حالهم ويصلحهم.
3ـ الجبار: العظيم الشأن الملك والسلطان. ولايطلق هذا الوصف لغيره تعالى الاّ على سبيل الذم. وفي حديث الكوفة: «ما أراد بك جبار سوءً الاّ ابتلاه الله بشاغل أو رماه بقاتل» ([6]).
ومن الجبابرة الذين أرادوا بها السوء: زياد بن ابيه روي أنه كان جمعهم بالمسجد لسب علي (عليه السلام) والبراءة منه، وكان يقتل من يعصيه في ذلك، فبينما هم مجتمعون إذ خرج حاجبه فأمرهم بالانصراف وقال: ان الأمير مشغول عنكم وكان قد رمي بالحال بالفالج، ومنهم عبيدالله اصابه الجذام ([7]).
المتكبّر:
هو بمعنى ذي الكبرياء، وهو الذي يرى كل الموجودات حقيرة بالاضافة الى ذاته، ولايرى العظمة والكبرياء الاّ لنفسه، ونظره الى بقية المخلوقين نظر الملوك الى العبيد. وفي الحديث القدسي الكبرياء ردائي والعظمة ازاري.
أي الذات المقدسة المطلعة على كلية احوال الخلائق وما يصدر منهم من الأقوال والأفعال ولم يخف عنه ولو بمقدار ذرة في السموات والأرضين. ويأتي بمعنى الحافظ أيضاً.
وفي الحديث (لايدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من خردل من الكبر، لايخفى بان التكبر لغير الله من الاخلاق المذمومة وعلاج هذا التكبّر أن ينظر الانسان الى نفسه من أن أول نطفة مذرة وآخره جيفة قذرة وهو مابين ذلك يحمل العذرة وان آخره الفناء في الدنيا وفي الآخرة مسيره الى الى الحساب وفي الدعاء: أعوذ بالله من سوء الكبر أي ما يورثه كبر السن من ذهاب العقل والتخبيط في الرأي.

لايخفى أنّ التكبر في غير الله من الأخلاق المذمومة وعلاج هذا التكبر أن ينظر الانسان الى نفسه فيرى أن أوله نطفة مذرة، وآخره جيفة قذرة، وهو مابين ذلك يحمل العذرة، وان آخره الفناء في الدنيا. وفي الآخرة مسيره الى الحساب والعقاب. وفي الدعاء: «أعوذ بالله من سوء الكبر» أي: ما يورثه كبر السن من ذهاب العقل والتخبيط في الرأي وغير ذلك.
الخالق:
أي المبتدئ لجميع الأجسام والأعراض، والمحدث للأشياء بكاملها والمخترع على غير مثال سبق وفي الحديث: «خلقت الخير واجريته على يدِ من أريده وخلقت الشر واجريته على يد من اريده» ([8]).
البارئ:
أي المنشئ للخلق، أو الموجد على وفق التقدير. بارئ البرايا أي: خالق الخلائق والمميز بعضهم عن بعض باشكال مختلفة. وفي مجمع البحرين البارئ من أسمائه تعالى فسر بالذي خلق الخلق من غير مثال.
المصوّر:
أي لجميع الموجودات باعطائه جلّ وعلا لكل شيء صورة خاصة وهيئة خاصة يتميز بها عن بقية الصور مع كثرتها.
قيل: الخالق المقدر لما يوجد، والبارئ المميز بعضهم عن بعض، والمصور الممثل. ويسمى أيضاً الباري لان كل شيء حينما يخرج من العدم الى الوجود فيفتقر الى التقدير أولا، والى الايجاد على وفق التقدير ثانياً والى التصوير بعد الايجاد ثالثاً: وبهذه الاعتبارات الثلاثة يوكن الله خالقاً وبارئاً ومصوّراً.
وما قيل بان هذه الثلاثة ترجع الى معنىً واحد فهي الفاظ مترادفة والكل راجع الى الخلق والاختراع، ففي غير محله، كما ذكرنا، بان كل ما يخرج من العدم الى الوجود مفتقر الى التقدير اولاً... الخ.
اذاً يسمى خالقاً من حيث أنه هو المقدر، ويسمى بارئاً من حيث هو المخترع ومصوراً من حيث أنه يرتب صور المخترعات على احسن ترتيب.
الغفّار:
أي المتجاوز عمن استغفره وتاب وأناب كما قال تعالى:
(فَقُلْتُ استَغْفِرُوْا رَبَّكُم) ([9]) أي اطلبوا منه المغفرة والعفو عن معاصيكم.
وقيل: معناه، الستار لذنوب عباده وعيوبهم، والمتجاوز عن خطاياهم وذنوبهم فانه جلّ وعلا قد ستر على العبد مقابح بدنه التي تستقبحها الأعين، وغطاه اجمال ظاهر، ثم ما يخرج بباله وخواطره من الأمور المذمومة، وما يقصده ويريده من الأمور القبيحة، وما ينطوي عليه ضميره من الغش والخيانة، وسوء الظن بالناس الذي لو انكشف شيء منها لمقته الناس، ثم أنه ستار لما يستر من العبد من الذنوب التي يستحق بها الفظيحة على أعين الناس، فهو جلّ وعلا قد أسدل عليها الستر في الدنيا وقد يتجاوز عن عقوباتها في الآخرة بعد أن يتوب عن ذنوبه، يقال غفر الله ذنبه أي ستر عليه ذنبه، وغطّاه، وصفح عنه. وعن الشهيد: هو الذي أظهر الجميل وستر القبيح ([10]). والغفور الشكور هو الذي تكثر مغفرته ويشكر اليسر من طاعته.
القهّار:
أي شديد القهر والغلبة والقاصم لظهور الجبابرة من أعدائه فيقهرهم بالفناء أو الاذلال وليس هناك موجود الا وهو تحت تسخيره وقهره وغلبته وفي قبضته قال تعالى: (هَوَ القاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ) ([11]) أي الغالب وكذلك قوله تعالى: (إنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُوْن) ([12]).
الوهّاب:
أي كثير الهبة كما قال تعالى: (أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ العَزيزِ الوَهَّاب) ([13]) أي له جلّ وعلا خزائن كثيرة غير متناهية فيعطي ما يشاء لمن يشاء ويهب لمن يشاء اناثاً ويهب لمن يشاء الذكور، اذاً هو الوهّاب المطلق المستغني عن الجزاء لمن يهبه وعطائه من غير عوض واحتياج لكي يوصل عطاؤه النفع اليه. والفرق بين الواهب والوهّاب أن الأول يقال لمن وهب شيئاً من أموال الدنيا الفانية والثاني هو الذي يجود بالعطايا التي لاتفنى.
قال صاحب العدة: الوهّاب الكثير الهبة والمفضال في العطية ([14]).
الرزّاق:
هو الذي خلق الأرزاق الجسمانية وهي الأطعمة، والروحانية وهي مختصة بالقلوب. وهي العلوم والاسرار، فالأول حياة للجسد الى مدة قريبة الأمد وأما الثاني فهو باق بعد الموت للأنسان (العلماء باقون ما بقي الدهر).
إذاً هو الرزاق الذي يوصل الى الخلائق أرزاقها، والمتكفّل بايصالها اليهم. وقيل الأرزاق نوعان: ظاهرة للأبدان كالأقوات وباطنة للقلوب كالمعارف والعلوم.
ونسب الى البحار معنى الرزاق: أنه يرزق عباده برّهم وفاجرهم.
الفتّاح:
أي الحاكم أو ما ينفتح بلطفه كل منغلق، كأبواب الرزق والرحمة وينكشف بهدايته كل مشكل كما قد يفتح الممالك لأنبيائه ويخرجها من أيدي أعدائه قال تعالى: (إنّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيْناً) ([15]) فوعده تعالى بفتح مكة، وفتحها على يديه.
وقيل: فتح خيبر وفارس والروم وغيرها ([16]).
وفي الحديث: (اذا زالت الشمس فتحت أبواب السماء، وأبواب الجنان واستجيب الدعاء) ([17])، وفي الحديث (اذا دخل شهر رمضان فتحت أبواب الجنان وغلقت أبواب والنيران واستجيب الدعاء) ([18]).
العليم:
هو المحيط في كل شيء بعلمه، وبكل معلوم على ما هو عليه، ظاهرة وباطنة، جليلة ودقيقة أوله وآخره، فاتحته وعاقبته، جزئيته وكليته، ومازعمه بعض الفلاسفة من عدم علمه بالجزئيات الزمانية باطل. وليس هنا مجال لبيان ضعف شبهاتهم والرد عليها. فعلمه جلّ وعلا من حيث الوضوح والانكشاف على أتمّ ما يمكن، فلايكون هناك انكشاف أو مشاهدة أظهر منه فهو عين ذاته وغير متناهي، ما يعزب عن ربك مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء فعلمه بالاشياء قبل خلقلها كعلمه بالأشياء بعد خلقها.
القابض الباسط:
فالقابض أي الذي يمسك أو يقتر على قوم ويوسع على آخرين بلطفه وحكمته وهو القابض للأرواح عند الممات.
والباسط هو الذي يبسط الأرواح في الأجساد عند الحياة.
وقبض الصدقات عن الأغنياء، ويبسط الأرزاق على الضعفاء، ويقبض القلوب فيضيقها بما كشف لها من عظمته وجلاله، ويبسطها بما يتعرف اليها من لطفه وجماله.
اذاً اذا كان البسط والقبض بيد الله تبارك وتعالى، فلايبخل بما وسع عليه فليغتنم ذو السعة فرصة الانفاق والأقراض قبل أن يضيق عليه رزقه، فتبقى عليه الحسرة، قال تعالى: (بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوْطَتَان) ([19]) وهو كناية عن جوده جل، وعلا. والقابض الباسط هو كناية عن قدرته تعالى بالنسبة الى بسط الجود وقبضه أي: حرمانه ومنعه، اذاً هو قادر مختار يفعل الأشياء عن حكمه.
الخافض الرافع:
أي الخافض للكفار والجبابرة والفراعنة. بمعنى أنه يضعهم ويذلّهم (يَرْفَعْ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَات) ([20]) ـ أي يرفع المؤمنين على غيرهم بالاسعاد من جهة اطاعتهم لله وللرسول، ويرفع الذين اُوتوا العلم على الذين لم يؤتوا العلم بفضل علمهم، أو يرفع أولياءه بالتقرب، ويخفض من قصرت مشاهدته على المحسوسات، وهمته على الشهوات الى أسفل السافلين. قال تعالى: (خَافِضَةٌ رَافِعَة) ([21]) أي تخفض قوماً الى النار وترفع آخرين الى الجنة (وَرَفَعْنَاهُ مَكاناً عَلِيّاً) ([22]) وهو شرف النبوة والقرب لله تعالى وقيل: رفعه الى السماء الرابعة والسادسة.
المعزُّ المذل:
المعزّ هو الذي يعطي العزة لمن يشاء من عباده ويُلبس الذل لمن يشاء من عباده، بعد نفي أنواع العز عنه، وهو الذي يؤتي الملك لمن يشاء وينزعه عمن يشاء، (أَذِلَّة عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّة عَلَى الْكَافِرِينَ) ([23]).
أي رحماء على المؤمنين وغلاظ شداد على الكافرين، وفي حديث مدح الاسلام: أعز أركانه على من غلبه ([24]).
([1]) الاعراف: 180.
([2]) فاطر: 41.
([3]) مفاتيح الجنان.. للشيخ عباس القمي: ص16.
([4]) البحار: 84، 124.
([5]) البقرة: 117.
([6]) نهج البلاغة: ج1 ص93.
([7]) مجمع البحرين، باب جبره.
([8]) الكافي، باب الخير والشر.
([9]) نوح: 10.
([10]) فوائد الفوائد: ج2 ص168.
([11]) الأنعام: 18.
([12]) الأعراف: 127.
([13]) ص: 9.
([14]) عدة الداعي: ص311.
([15]) الفتح: 1.
([16]) مجمع الحبرين/مادة (فتح).
([17]) البحار: 94: 26، ح1.
([18]) الكافي: ج4، ص67.
([19]) المائدة: 64.
([20]) المجادلة: 11.
([21]) الواقعة: 3.
([22]) مريم: 57.
([23]) المائدة: 54.
([24]) نهج البلاغة: 153، الخطبة 106.


دروس البحث الخارج (الأصول)

دروس البحث الخارج (الفقه)

الإستفاءات

مكارم الاخلاق

س)جاء في بعض الروايات ان صلاة الليل (تبيض الوجه) ،...


المزید...

صحة بعض الكتب والاحاديث

س)كيفية ثبوت صحة وصول ما ورد إلينا من كتب ومصنفات...


المزید...

عصمة النبي وأهل بيته صلوات الله عليه وعلى آله

س)ما هي البراهين العقلية المحضة غير النقلية على النبوة الخاصة...


المزید...

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

س)شاب زنى بأخته بعد ان دفع لها مبلغ من المال...


المزید...

السحر ونحوه

س)ما رأي سماحتكم في اللجوء الى المشعوذين ومن يذّعون كشف...


المزید...

التدخين

ـ ما رأي سماحة المرجع الكريم(دام ظله)في حكم تدخين...


المزید...

التدخين

ـ ما رأي سماحة المرجع الكريم(دام ظله)في حكم تدخين السكاير...


المزید...

العمل في الدوائر الرسمية

نحن مجموعة من المهندسين ومن الموظفين الحكوميين ، تقع على...


المزید...

شبهات وردود

هل الاستعانة من الامام المعصوم (ع) جائز, مثلا يقال...


المزید...
0123456789
© {2017} www.wadhy.com