السميع

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 

السميع:

وهو الذي لايعزب عن إدراكه مسموع، فيسمع السرَّ والنجوى.
بل ما هو ادق من ذلك وأخفى، ويدرك أو يسمع دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء، ويسمع بغير جارحة كما يتكلّم بغير لسان.

قال تعالى: (عَالِمِ الْغَيْبِ لاَ يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّة فِي السَّمَوَاتِ وَلاَ فِي الاَْرْضِ) ([1]).
أي لايغيب عنه مثقال ذرة أي: أصغر جزء ممكن. بالاحاطة والعلم لا بالذات. واذا كان بالذات لزمها الحوايه (الحديث) ([2]).
اذاً هو يسمع حمد الحامدين وأنين المناجين كما ورد في الآية الشريفة:
(واللهُ سَميعٌ عَلْيْم) ([3]) أي يسمع وساوس الصدور، ولاتخفى عليه خافية، بل يسمع جميع الأقوال، ويعلم الأفعال ومافي الضمائر. وهو عالم بذاته المقدسة.
البصير:
أي المشاهد للأشياء ظاهرة كانت أو مخفية، من غير جارحة. اذاً البصر في حقه تعالى عبارة عن الصفة التي ينكشف بها كمال نعوت المبصرات. وفي الحديث: (سميناه بصيراً لانه لايخفى عليه ماتدرك بالأبصار من لون أو شخص أو غير ذلك) ([4]).
الحكم:
هو بمعنى الحاكم والقاضي الذي يمنع الناس عن المظالم. ولارادّ لقضائه وحكمه: كما ورد في الآية الشريفة: (أَنْ لَيْسَ لِلإِنسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى * وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى) ([5]) أي لايجزي الاّ بعمله.
وقال تعالى: (إِنَّ الاَْبْرَارَ لَفِي نَعِيم * وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيم) ([6]) فاكّد الله تبارك وتعالى بانّ الأبرار وهم المؤمنون المطيعون من أوليائه وعباده الصالحين يكونون منعّمين بنعيم الجنة. وعلى العكس ان العاصين لأوامره تعالى يكونون في الجحيم أي: النار التي سجّرها خالقها لغضبه. وفي الدعاء (اللهم بك حاكمت) أي رفعت الحكم اليك ولا حكم الاّ لك وبك، وبك خاصمت من نازعني في الدين.
العدل:
أي ذو العدل أوالعادل الذي لايميل به الهوى حتى يجور بالحكم، بل يضع كل شيء في موضعه ويثيب على الحسنة الحَسَنة، ويعاقب على السيئة السيئة (إنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالعَدْلِ وَالاحْسَانِ..) ([7]) أي الانصاف التام، وفي الحديث «من المنجيات كلمة الرضا والسخط» ([8]) وعند المتكلمين المراد بالعدل هو: العلوم المتعلقة بتنزيه الباري من فعل القبيح والاخلال بالواجب. وبعبارة اخرى هو الذات المقدس الذي يحكم بعدل وحق. وكل اقواله وأفعاله يكون مرضياً وما يفعله يكون طبقاً للحكمة والمصلحة والمنفعة للعبيد. فهو لايظلم في حكمه ويكون مبرّء من الافراط والتفريط.
اللطيف:
أي العالم بدقائق المصالح وغوامظها، والدقيق بعباده بايصال النفع اليهم في الدارين، ويهيئ لهم ما يوصلهم الى المصالح من حيث لايعلمون. قال تعالى: (لاَ تُدْرِكُهُ الاَْبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الاَْبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) ([9]).
أي لاتراه العيون ولاتدركه البصائر، ولاتحيط بكنه ذاته، وهو الذي يلطف على العباد بشمول رحمته لهم، وقيل: العالم بغوامض الأشياء. وفي الحديث: الله لطيف لعلمه بالشيء اللطيف مثل البعوضة وأخفى منها وموضع النشو منها... الخ وقيل اللطيف لانه خالق للخلق اللطيف، وعظيم لانه خالق للخلق العظيم وقيل: لطيف لانه يكلف باليسير ويعطي الكثير. لطيف حيث اذا دعوته اجاب، لطيف لانه لو قصدته آواك، واذا احببته احبّك، ولو اطعته يعطيك الجزاء، ولو أغضبته عفى عنك، ولو اعرضت عنه يدعوك إليه، ولو أردت التوجّه اليه هداك الى نفسه. (إنك تدعوني فاولي عنك وتتحبّب إليَّ فاتبغّض إليك وتتودّد إليَّ فلا أقبل منك كأن لي التطوّل عليك فلم يمنعك ذلك من الرحمة لي والاحسان إليَّ والتفضّل عليَّ بجودك وكرمك فارحم عبدك الجاهل).

وفي حديث هشام بن الحكم في اثبات الصانع: الاشياء لاتدرك الاّ بأمرين الحواس والقلب، والحواس ادراكها على ثلاث معان ادراك بالمداخلة وادراك بالمماسة وادراك بلا مداخلة ولا مماسة فاما الادراك الذي بالمداخلة فالأصوات والمشام والطعوم واما الادراك بالمماسة فمعرفة الأشكال من التربيع والتثليث ومعرفة اللين والخشن والحر والبرد واما الادراك بلا مماسة ولا مداخلة فالبصر فانه يدرك الأشياء بلا مماسة ولا مداخلة في حيز غيره ولا في حيزه فادراك البصر له سبيل وسبب فسبيله الهواء وسببه الضياء فاذا كان السبيل متصل بينه وبين المري ادرك ما يلاقي من الألوان والأشخاص فاذا حمل البصر على ما لاسبيل له رد راجعا فحكي ماورائه كالناظر في المرآة لا ينفذ بصره في المرآة وكذا الناظر في الماء الصافي يرد راجعا فيحكي ما ورائه إذ لاسبيل له في انفاذ بصره وأما القلب فانما سلطانه على الهواء وهو يدرك جميع ما في الهواء فلاينبغي للعاقل أن يحمل قلبه على ما ليس موجوداً في الهواء من أمر التوحيد فانه ان فعل ذلك لم يتوهم الاّ في أن الهواء موجود كما قلناه في أمر البصر تعالى الله أن يشبهه شيء من خلقه.
الخبير:
أي العالم بما كان وما يكون، فهو عالم بما خلق، إذا لايعزب عنه تحرك الاشياء ولاسكونها ولا اضطرابها ولا اضطراب قلوب العباد ولا إطمئنانها، بل هو خبير بالامور كلها، بل مطلع بما في خفايا الباطن.
الحليم:
وهو الذي يرى معصية العبد ومخالفته لأوامره ولم يعاجل بالعقوبة، والمسارعة على الانتقام، ولايستفزه غضب ولايعتريه غيض. قال تعالى: (إنّكَ لأنْتَ الحَلِيْمُ الرَّشِيْدُ) ([10]) أي اللطيف بمعاملة عبادك أو اللطيف بالخلق.
قلنا: انه له الحلم ولايعاجل بالعقوبة كما قال الله تبارك وتعالى:
(وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّة وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَل مُسَمّىً فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ) ([11]).
أي لو أخذ الناس بكفرهم ومعاصيهم واختيارهم طريق الباطل على الحق، لم يبق منهم على وجه الأرض من أحد، لأنهم خلقوا لأجل الطاعة والعبادة فاذا لم يبق أحد منهم فلاثمرة في ابقائهم.
العظيم:
أي الذي لاتحيطه العقول من جهة معرفة كنهه وذاته، لأنه قد جاوز جميع حدود العقول. وليس لعقل ما الاحاطة بحقيقة ذاته. وهو العظيم المطلق لا العظيم النسبي، وعن الشهيد «هو الذي لاتحيط بكنهه العقول» وقيل: هو ذو العظمة والجلال، بل هو الذات المقدس الذي له العظمة والكبرياء. وكل شيء ذليل مقابل عظمته. وهذه العظمة تكون من جهة الشأن والقدر لا من جهة الجسمية والتوليد.
الغفور:
وهو الذي يغفر ذنوب عباده، وتكثر مغفرته لهم. وهو بمعنى الغفار، أي تتكرر منه المغفرة وفي الغفور أيضاً مبالغة ولكن هذه المبالغة فيه تكون بالاضافة الى تمامها وشمولها وكمالها بحيث يبلغ اقصى درجتها قال تعالى: (وإنّي لَغَفّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً) ([12]).
أي لمن تاب عن الذنوب توبة نصوحة لارجعة فيها. وأيضاً غفار للمؤمن به والذي يأتمر بأمره وينتهي عن نواهيه، ويعمل عملاً صالحاً، ويكون مهتديا بولاية أهل البيت(عليهم السلام). وفي الدعاء (أسألك العفو والعافية والمعافاة) ([13]) أي التجاوز عن الذنب.
إذاً يفهم من الاية ان شروط المغفرة اربعة:
(التوبة ـ الايمان ـ العمل الصالح ـ ولاية أهل البيت (عليهم السلام)).
الشكور:
بمعنى أنه يجازي باليسير من الطاعات فيضاعف لهم الجزاء، بل يعطي بالعمل في الأيام المعدودة القليلة، نعماً كثيراً في الآخرة غير محدودة له وهو الشكور المطلق لان مجازاته غير محدودة ولامحصورة كما مر.
والشكور بالنسبة للعبد هو المبالغ في الشكر كما في قوله تعالى: (إنَّهُ كَانَ عَبْداً شَكُوْراً) ([14]) أي باذلاً وسعه في ذلك.
وبالنسبة الى الله جلّ وعلا هو بمعنى المغفرة وإعطاء الجزاء.
وفي المجمع هو الذي يزكو عنده القليل من أعمال العباد فيضاعف لهم الجزاء فشكره لعباده مغفرته لهم.
وفي الخبر: لايشكر الله من لايشكر الناس، أي لايقبل الله شكر العبد على إحسانه اذا لايشكر إحسان الناس (كَانَ اللهُ شَاكِراً عَلِيْماً) ([15]) أي مجازياً على الشكر.
العلي:
ومعناه العالي بسلطانه وهو في المرتبة العالية وليس فوقه شيء في الرتبة وهو العلي المطلق (وَهُوَ العَلِيُّ العَظِيْم) ([16]) ـ أي المنزه من المِثل والند وهو العظيم في سلطانه  وجلاله وكل ما سواه محتقر بالنسبة إليه.
وفي البلد الأمين «العلي الذي لارتبة فوق رتبته». وفي الحديث القدسي: يا آدم هذا محمد وأنا الحميد المحمود في فعالي شققت له إسماً من اسمي. وهذا علي وأنا العلي العظيم شققت له اسماً من اسمي.
ويقال: علا في الأرض، أي تجبّر وتكبّر، ويقال: علا فقرب ودنى فبعد اي علا عن مشابهة الممكنات، ومنزه عن صفات المخلوقين وإدراك الأوهام. فعن الباقر(عليه السلام) (كلّما ميزتموه بأوهامكم في أدق معانيه مخلوق مصنوع مثلكم مردود اليكم) ([17]).
الكبير:
وهو الذي عنده الكبرياء كما ورد في الدعاء: (اللهم أهلَ الكبرياء والعظمة) ([18]) وأيضاً جاء في قوله تعالى: (علم الغَيْبِ وَالشَهَادَةِ الكَبِيْرُ المُتَعَالِ) ([19]) أي: كبير في قدرته عظيم في شأنه وعلمه في ملكه. وكل شيء بجنب قدرته وعزه وعظمته حقير، بل عزيز من مخلوقاته ذليل بالنسبة إليهّ لانه لايملك لنفسه ضراً ولانفعاً بل لايمكنه أن يدفع السوء عنه، وفي الحديث القدسي: (الكبرياء ردائي والعظمة إزاري).
الحفيظ:
وهو الجاد بابقاء الموجودات، وصيانة المتضادات، بعضها عن بعض كالحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة مع أنها مجتمعات في الانسان وسائر الحيوانات. ولولا حفظه أياها وتعادله لقواها لتنافرت وتباعدت وفسدت امزجتها واضمحل تركيبها قال تعالى: (وحفظناها مِنْ كُلًّ شَيْطان رَجِيْم) ([20]) أي منعنا الشيطان من الصعود اليها والدخول فيها.
وهو الحافظ لجميع الموجودات من الانسان والحيوان بالآلات والادوات التي هيئها لحفظها. وكذا للنباتات، فبعضها بالقشر الصلب وبعضها بالرطوبة وغيرها من الامور الحافظة لها، لأن جميع الموجودات كما أنها في حدوثها تحتاج الى العلة المحدثة ففي بقائها أيضاً تحتاج الى العلة المبقية.
وفي الدعاء: (اللهم صلّ على المستحفظين من آل محمّد).
أما بالبناء للمعلوم، أي: حفظوا الامانة، وأما بالبناء للمجهول أي: استحفظهم الله أياها، ويأتي بمعنى الرقيب قال تعالى: (وَمَا أَنا عَلَيْكُمْ بِحَفِيْظ) ([21]) أي لستُ عليكم بالرقيب على أعمالكم.
المُقيت:
أي خالق الأطعمة وإيصالها الى الأبدان، ففي الحقيقة يكون بمعنى الرازق ولكن المقيت أخص منه، لان الرزق يتناول القوت وغيره. والقوت مختص بما يكتفى به في قوام البدن. كما قال تعالى: (وَكانَ اللهُ عَلى كُلِّ شَيْء مُقيْتاً) ([22]) أي حفيظاً مُقدراً واذا اخذنا المقيت بمعنى المتولي على الشيء أو القادر عليه فيكون راجعاً الى العلم والقدرة. وفي الحديث: (اللهم اجعل رزق آل محمّد قوتاً) ([23])، أي بمقدار ما يمسك به الرمق من المطعم، أي كفاية من غير إسراف وبعبارة اُخرى فالمقيت تارة يأتي بمعنى الرقيب أي الحافظ وتارة بمعنى صاحب القدرة، وبمعنى خالق الأرزاق..
الحسيب:
أي بمعنى الكافي فحسبك (أي كفاك) فالله هو الكافي لكل أحد وحده. وغيره لايكون له هذه الصفة، لان المكفي في وجوده وبقائه وكمال وجوده محتاج الى كاف والكافي على الاطلاق هو الله وحده، فالموجودات محتاجة بعضها لبعض وكلها محتاجة لله جلّ وعلا، كما ورد في الآية الشريفة:
(وَكَفَى بِاللهِ حَسِيْباً) ([24]) أي كافياً وعالماً ومقتدراً ومحاسباً على كل ما أوصى به، وعلى ما نهى عنه. فاحذروا من عدم مراعاة ما حدده الشارع المقدس لانه يحاسبكم بدقة. ويأتي بمعنى المحصي والقادر والعالم والمقتدر قال تعالى: (والشَّمْسُ والقَمَرُ بِحُسْبَان) ([25]) أي يجريان بحساب معلوم عنده أو يجريان بأمره ومطيعان له.
الجليل: أي العظيم الذي كل شيء عنده حقير. وهو الموصوف بصفات الكمال والجلال. والجليل الكامل في الصفات مقابل الكبير الذي هو كامل بالذات، ومقابل العظيم الذي هو كامل بالذات والصفات. كما ذكر في قوله تعالى: (تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الجَلالِ وَالإكرَام) ([26]) أي تعاظم وتعالى أسم ربك أو ذاته لو قلنا بان الاسم زائد أو عين الذات كما مر لما له من الفضل والكرم والجلال، لانه يُكرم المؤمنين وغيرهم في الدنيا، واكرامه للمؤمن خاصة في الآخرة، وهذه الاوصاف مختصة به جل وعلا ولاينبغي لغيره أن يوصف بها كما ورد في الدعاء:
(اللهم اني أسألك من جلالك بأجله وكل جلالك جليل) ([27]) وهو راجع الى كمال الصفات أي: صفات الجلال، من الغنى، والملك، والقدرة، والعلم، وغيرها. والعظيم راجع الى كمال الذات والصفات.
الكريم:
وهو الجامع لأنواع الخير والشرف والفضائل كما في اللغة.
قال تعالى: (يَا أَيُّها الأنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الكَرِيْم) ([28]) أي أيّ شيء غرك بمخالفتك لأوامره، وخدعك وسوّل لك الباطل حتى عصيته مع أنه كريم خلقك باحسن الخلق واعطاك النعم الجزيلة.
نسب الى الشيخ أبو علي في اختلاف معنى الكريم قال: فقيل هو المنعم الذي كل أفعاله إحسان وإنعام لايجرّ به نفعاً ولايدفع به ضراً.
وقيل: هو الذي يعطي ماعليه وما ليس عليه ولايطلب ماله.
وقيل: هو الذي يقبل اليسير ويعطي الكثير، وفي كرمه سبحانه أنه لم يرض بالعفو عن السيئات حتى يبدلها بالحسنات. الى أن قال: وانما قال الكريم دون سائر أسمائه وصفاته لأنه كان لقّنه الاجابة حتى يقول غرّني كرم الكريم (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَني آدَم) ([29]) أي بالنطق والعقل والتمييز والصورة الحسنة والقامة المعتدلة وامر المعاش والمعاد، وتسليطهم على ما في الأرض، وتسخير سائر الحيوانات لهم.
وبعبارة أخرى ويأتي بمعنى العزيز فيقال فلان اكرم من فلان، أي اعز. وبمعنى الافضال بالنعم قبل الاستحقاق أي يغفر الذنوب ويعطى اكثر مما يرجو.
الرقيب:
وهو الحافظ والذي لم يغفل عن الشيء، بل يراعيه مراعاة على الدوام ولايرفع نظره عنه، بحيث لو عرفه ممنوعاً لما أقام عليه. قال تعالى: (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْل إلاّ لَدَيْهِ رَقِيْبٌ عَتِيد) ([30]) وهو من الترقب والانتظار. والعتيد هو الحاضر المهيء وهما ملكان عن اليمين والشمال يكتب احدهما الحسنات والآخر السيئات بأمر من ربهما. ويأتي بمعنى الترقب وهو الانتظار قال تعالى: (إرْتَقِبُوا إنّي مَعَكُمْ مِن المُرْتَقِبين) ومن صفات أهل الايمان قلة المراقبة للنساء أي قلة النظر اليهن.
المجيب:
وهو الذي يقابل مسألة السائل، ودعاء الداعي بالاجابة، وكذا المضطر كما في قوله تعالى: (أَمَّنْ يجيبُ المُضْطَرَّ إذا دَعاهُ وَيَكْشِفُ السُّوْء) ([31]) والمضطر هو الذي نزلت به نازلة من نوازل الدهر أو ابتلي بمرض أو فقر واحتاج الى التضرع اليه لدفعه.
إن قلت: كم من مضطرّ يدعو فلايجاب دعاؤه؟
قلنا: أولاً: لأستجابة الدعاء شروطٌ ذكرت في محلها.
وثانياً: إن المفرد المعرف بالالف واللام لايفيد العموم وانما يفيد الماهية.
وهذا المقدار من الاستجابة يكفي في ثبوته ولو حصل في ضمن فرد.
وثالثاً: انما هو للوعد بالاجابة. وهذا لايلزم الاستجابة بالفعل وقد يستجيبُ في المستقبل اذا كانت هناك مصلحة.
([1]) سبأ: 3.
([2]) مجمع البحرين/مادة عزب.
([3]) البقرة: 256.
([4]) البحار 4: 154 ح1.
([5]) النجم: 39، 40.
([6]) الانفطار: 13، 14.
([7]) النحل: 90.
([8]) البحار 77: 52.
([9]) الانعام: 103.
([10]) هود: 87.
([11]) النحل: 61.
([12]) طه: 82.
([13]) مفاتيح الجنان، للشيخ عباس القمي (قدس سره): 16.
([14]) الاسراء: 3.
([15]) النساء: 147.
([16]) البقرة: 255.
([17]) البحار: ج69، 293.
([18]) مفاتيح الجنان: ص246.
([19]) الرعد: 9.
([20]) الحجر: 17.
([21]) الانعام: 104.
([22]) النساء: 85.
([23]) البحار: 72: 10.
([24]) النساء: 6.
([25]) الرحمن: 5.
([26]) الرحمن: 78.
([27]) مفاتيح الجنان: ص184.
([28]) الانفطار: 6.
([29]) الاسراء: 70.
([30]) ق: 18.
([31]) النمل: 62.