هل إنّ الأسماء الحسنى منحصرة بالأسماء اللفظية أم لا ؟

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 

لا يخفى بعدما بينّا وشرحنا الأسماء اللفظية، أن لله تعالى أسماءً أخرى وتسمى الأسماء التكوينية. وهي الموجودات. وأنّما هي مظاهر لله تعالى، بل الموجودات بأسرها هي الأسماء الحسنى، لأنّها تدل على وجود الله فإنّ الدلالة كما تكون بالاسم تكون بالذات والمسمى بكل الموجودات، هو لسان ناطق بوحدانيته كما ورد في الدعاء : «بأسمائك التي ملأت أركان كل شيء» ([1]) ، وقد نسب إلى أمير المؤمنين(عليه السلام)قوله : «ما رأيت شيئاً إلاّ وقد رأيت الله قبله وبعده ومعه» ، وقال تعالى : (تُسبَِّحُ لَهُ السَّماوَاتِ السَّبْعُ وَالأرْضُ وَمنْ فِيْهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيء إلاّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكنْ لاَ تَفْقَهُوْنَ تَسْبِيْحَهُمْ إنّهُ كَانَ حَلِيْماً غَفُوْرَاً) ([2]) ، أي التسبيح الملهم من قِبله جلّ وعلا لكل الموجودات ، ولو أنّنا لا نفقه ذلك التسبيح، ولا ندرك كيفية ذلك التنزيه، فتسبّحه الأجسام العلوية كالأفلاك، والسفلية وما فيهما وما بينهما من الملائكة والإنس والجن وغيرهم من أنواع الموجودات والمخلوقات بلسان القال أو الحال . وقد ورد عن أهل البيت : «نحن أسماء الله الحسنى وكلماته العليا ومثله الأعلى» ، أي نحن مظاهر لصفات الله، وبوجودنا تظهر صفاته الكمالية أو الجلالية . كما أن الاسم يدل على المسمى فنحن أدل دليل على ذاته ونحن كلمات الله الرفيعة لله . وقد ورد أنّه تعالى تكلّم بكلمة فأصبح نوراً، ثم تكلّم بالأخرى فأصبح روحاً، واستقر هذا النور في هذه الروح، وجعلها في أبداننا . إذن نحن الكلمات العلية والرفيعة لله ونحن المثل الأعلى لله جلّ وعلا .
إذا هم وسائل المعرفة الإلهية، ووسائط ظهور صفات الكبرياء، ومربي لأنواع المخلوقات تربية روحانية أو جسمانية. قال جلّ وعلا : (وِللهِ المَثَلُ الأَعْلَى) ، أي الصفات الحسنة من وجوب ذاته والغنى المطلق، وتقدسه عن الأولاد والشريك ، وقد ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) : «نحن والله الأسماء التي لا يقبل الله من العباد عملاً إلاّ بمعرفتنا» ([3]) .
في مختصات لفظ الجلالة ـ الله ـ
وفيه فصلان :
الأوّل : بيان في كلمة (الله)
الثاني : الإيمان بالله

منافع الأسماء الحسنى

لا يخفى بأنّ لهذه الأسماء منافع كثيرة ونحن هنا نذكر بعضاً منها :
1 ـ ورد عن مولانا الصادق عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب (عليهم السلام) ، قال : «قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : إنّ لله تبارك وتعالى تسعة وتسعين اسماً ، مائة إلاّ واحداً مَن أحصاها دخل الجنة» ([4]) . وغير خفي بأنّ الإحصاء ليس بمعنى العدّ بل بمعنى الإحاطة والوقوف على معانيها كما نقل عن الصدوق .
2 ـ استجابة الدعاء ، وعن مولانا الرضا عن أبيه عن آبائه عن علي (عليهم السلام) ، قال : «قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : لله عزّ وجل تسع وتسعون اسماً مَن دعا الله بها استجاب ، ومَن أحصاها دخل الجنة» ([5]) .
3 ـ لا تقبل عبادة عبد إلاّ بمعرفتهم ، كما مرّ الحديث .
4 ـ كل نوع من أنواع الخلائق يخلقه الله تعالى باسم من أسمائه كما ورد في بعض الأدعية : «وبالاسم الذي خلقتَ به الكرسي ، وبالاسم الذي خلقتَ به العرش ، وبالاسم الذي خلقتَ به الأرواح» ([6]) .
فوائد أخرى للأسماء الحسنى
هذه فوائد أخرى نقلت عن بعضهم لا بأس بذكرها .
وفي كتاب الدر المنتظم في السرّ الأعظم لمحمد بن طلحة صاحب كتاب مطالب السؤال : أنّ لجلالته تسعة وتسعين اسماً لأنّك إذا قسمتها في علم الحروف كان كل قسم على ثلاثة وثلاثين، في أحرفها بعد إسقاط المكرر يكون عدد الأسماء الحسنى وأيضاً إذا جمعت من الجلالة طرفيها وهما ستة وقسمتها على حروفه الأربعة يقوم لكل حرف واحد ونصف وتضربه على ما للجلالة من العدد فهو ست وستون تبلغ تسعاً وتسعين ([7]) .
وفي كتاب مشارق الأنوار وحقائق الأسرار للشيخ رجب (محمد بن رجب) أنّ لهذا الاسم المقدس أربعة أحرف فإذا وقفت على الأشياء عرفت أنّها منه وبه وإليه وعنه ، فإذا أخذت منه الألف بقي لله ، ولله كل شيء ، فإذا أخذت اللام وتركت الألف بقيت «إله» وهو إله كل شيء ، وإذا أخذت الألف من «إله» بقي «له» وله كل شيء ، وإذا أخذت من «له» اللام بقيت هاء مضمومة وهي «هو» فهو وحده لا شريك له ، وهو لفظ يوصل إلى ينبوع العزة ومركّب من حرفين (الهاء والواو) فهو حرف واحد يدل على الواحد الأحد ، والهاء أوّل مخارج الحروف والواو آخرها ـ أعني هو الأوّل والآخر والظاهر والباطن) ([8]) .
الوجه في تسمية هذه الأسماء بالأسماء الحسنى

إنّما سمّيت هذه الأسماء بالأسماء الحسنى لأنّها : إمّا تمجيد وتعظيم وتكبير وتحميد ، أو تقديس وتسبيح وتنزيه وتهليل .
وأيضاً ـ كما أنّ الذات تكون رفيعة والمعنى يكون رفيعاً ، وكما مرّ أنّ رفعة المعنى تسري إلى رفعة الاسم ، فهذه الأسماء أيضاً تكون رفيعة ومقدسة .
إذن لا فرق بين طلب الحاجة بنفس هذه الأسماء ، أو من الذات بعدما كانت هي عين الذات .
([1]) مفاتح الجنان ، دعاء كميل ، ص62 .
([2]) الإسراء / 44 .
([3]) الكافي ، باب النوادر ، كتاب التوحيد ، ج1 ، ص144 .
([4]) التوحيد ، للصدوق ، باب أسماء الله تعالى ، ص194 و 195 ، حديث 8 .
([5]) نفس المصدر والباب ، حديث 9 .
([6]) البحار كتاب الصلاة ، باب الصلاة على النبي والأئمة (عليهم السلام) ، ج91 ، ص182 .
([7]) المصباح ، ص316 .
([8]) المصباح ، ص316 .


دروس البحث الخارج (الأصول)

دروس البحث الخارج (الفقه)

الإستفاءات

مكارم الاخلاق

س)جاء في بعض الروايات ان صلاة الليل (تبيض الوجه) ،...


المزید...

صحة بعض الكتب والاحاديث

س)كيفية ثبوت صحة وصول ما ورد إلينا من كتب ومصنفات...


المزید...

عصمة النبي وأهل بيته صلوات الله عليه وعلى آله

س)ما هي البراهين العقلية المحضة غير النقلية على النبوة الخاصة...


المزید...

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

س)شاب زنى بأخته بعد ان دفع لها مبلغ من المال...


المزید...

السحر ونحوه

س)ما رأي سماحتكم في اللجوء الى المشعوذين ومن يذّعون كشف...


المزید...

التدخين

ـ ما رأي سماحة المرجع الكريم(دام ظله)في حكم تدخين...


المزید...

التدخين

ـ ما رأي سماحة المرجع الكريم(دام ظله)في حكم تدخين السكاير...


المزید...

العمل في الدوائر الرسمية

نحن مجموعة من المهندسين ومن الموظفين الحكوميين ، تقع على...


المزید...

شبهات وردود

هل الاستعانة من الامام المعصوم (ع) جائز, مثلا يقال...


المزید...
0123456789
© {2017} www.wadhy.com