بيان بمناسبة عيد الغدير

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 

بدايةً: نبارك للامة الاسلامية عامة، ولأتباع المذهب الحق خاصة
بذكرى نتصيب أمير المؤمنين ومولى الموحدين علي بن أبي طالب عليه السلام

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين.
باعث الأنبياء والمرسلين مبشرين ومنذرين لعباده اجمعين. والصلاة والسلام على نبيه الكريم محمد وآله الطاهرين.
بدايةً: نبارك للامة الاسلامية عامة، ولأتباع المذهب الحق خاصة
·       بذكرى نتصيب أمير المؤمنين ومولى الموحدين علي بن أبي طالب عليه السلام خليفة من بعد الرسول صلى الله عليه  ووليّاً على كل مسلم ومسلمة. إن هذا اليوم التاريخي هو سنة لدى الامم السابقة حيث كانوا يجعلون يوم تنصيب وصي رسولهم يوم عيدٍ وفرحٍ وشكرٍ لله تبارك وتعالى.
·       وهكذا يوم الغدير عندنا يوم صوم وشكر ودعاءٍ وزيارة لأن الله عزوجل لم يترك فاصلة زمنية بين النبوة والإمامة، أي لم يترك الامة في حيرةٍ بعد الرسول صلى الله عليه وآله وإنما عيّن لها من يقودها الى برّ الأمان ويسير بها إلى تحقيق أهدافها ومصالحها لتبقى خير امةٍ اخرجت للناس. كما أن يوم الغدير هو يوم من أيام الله التي ترتبط بمصير الامة، وتحدد لها مستقبلها ومكانتها بين الامم.
·       وعقيدتنا أن تعيين وتنصيب علي عليه السلام كان بأمر الله عزوجل _ الكاشف عنه اختيار النبي صلى الله عليه وآله لعلي وجعله خليفة من بعده. لأن الرسول صلى الله عليه وآله (لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحيٌ يوحى) أي ليس بإمكان النبي أن يعيّن شخصاً من عند نفسه إلا أن يكون وحياً من عند الله تبارك وتعالى_.
·       وهذه العقيدة مبنيّة على اسس قرآنية منها: (وما كان لمؤمن ولا مؤمنةٍ إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم. (ومن يعص الله ورسوله فقد ضلّ ضلالاً مبينا).
أي ليس للامة دور في اختيار خليفة نبيها كما أنها ليس لها دور في اختيار نبيّها. ومن يجعل اختيار خليفة الرسول بيد الامة فهو مخالف لأرشادات القرآن الكريم. وعاصٍ لله وللرسول معاً.
·       إن بيعة المسلمين يوم الغدير لعلي عليه السلام على أنه الخليفة والولي بعد رسول الله صلى الله عليه وآله ملزمة لهم، لأنها ميثاق وعهد مع الله على الولاء والنصرة وعدم الخذلان الواضح من قول رسول الله صلى الله عليه وآله في يوم الغدير الذي دعا فيه لمن يوالي علياً وينصره، ودعا على من يعادي علياً ويخذله فقال: (من كنت مولاه فهذا علي مولاه: اللهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه، وانصر من نصره واخذل من خذله). فالذي ينصر علياّ ينصره الله، والذي يعادي عليا يعاديه الله ويخذله.
ومن هذه المقدمة البسيطة نطرح بعض الاسئلة لكي تنفتح أمامنا آفاق جديدة قد تعيننا على تحديد مسارنا الصحيح:
1 _ إن اعتقادنا بولاية أمير المؤمنين عليه السلام جاء بإرشاد القرآن الكريم لنا وذلك من خلال نصوص كثيرة منها: (ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا). و (من يطع الرسول فقد أطاع الله) وغير ذلك من النصوص. فهل طاعة الرسول منجية من الهلكة أم عصيانه؟
2 _ إن كل نبي كان هو الذي يعين لامته وصيّه الذي يخلفه فيهم فهل كان رسول الله صلى الله عليه وآله يختلف عن سائر الأنبياء، وترك الامة من دون أن يعين لها وصياً وإماماً من بعده؟
3 _ نحن نعتقد أن الامة ليس لها دور في اختيار نبيها. وهكذا هي ليس لها دور في اختيار وصيه. تبعا للآية الشريفة: ( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضىى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم). فإذا تركت الامة وصية نبيها في أمر الخلافة واختارت غيره فهل ما تختاره هي أفضل ممن اختاره نبيّها الكاشف عن اختيار الله للوصي؟
4 _ لما لم يكن من بين الامة من ينكر بيعة الغدير فهل يجوز تأويلها؟
5 _ لو تمسكت الامة بوصية نبيها ووالت علياً ولم تخذله أكان أفضل لها وأقوى، أم إذا تركت الوصية وخالفت الوصى أفضل؟
6 _ هل كانت الامة أكثر اتحاداً وأقوى إذا سارت وفق وصية نبيها، أم الآن أفضل لها؟
7 _ هل نسبة ترك الامة من دون وصي الى رسول الله أفضل، أم نقول إنه أوصى ولم يترك الامة في حيرةٍ من أمرها أفضل؟
8 _ إذا لم يكن عليٌ عليه السلام وصياً لرسول الله صلى الله عليه وآله فمن هو وصيّه؟
9 _ هل كانت الامة موفقةً وعزيزةً بمخالفة وصية نبيّها، أم ذلت وتصاغرت بين الامم حتى استولى أعداؤها على مقدراتها؟
10 _ هل رفض الوصية وتأويلها موافق للقرآن أو مخالف له؟
هذه الاسئلة طرحناها ونأمل ممن تعنيه الاجابة عنها بكل حيادية وإنصاف وفي ختام كلمتنا بهذه المناسبة الدينية والتأريخية والسياسية، نبارك لجميع المسلمين هذا العيد السعيد، ونسأل الله ان يتقبل أعمال الجميع لما فيه الخير في الدنيا والآخرة.