بیان بمناسبة الاحداث الاخيرة في بعض محافظات العراق

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 

ونحن نتابع ما يجري على الساحة العراقية والعربية اطلعنا على مساعٍ غير نبيلة من قبل بعض الاطراف التي صارت لا تخفى على أحد لشق وحدة العراقيين

بسم الله الرحمن الرحيم
بيان صادر من مكتب سماحة آية الله العظمى المرجع الديني الشيخ شمس الدين الواعظي دام ظله بمناسبة الاحداث الاخيرة في بعض المحافظات.
ونحن نتابع ما يجري على الساحة العراقية والعربية اطلعنا على مساعٍ غير نبيلة من قبل بعض الاطراف التي صارت لا تخفى على أحد لشق وحدة العراقيين وإضعاف الروابط المتينة فيما بينهم، سواء أكان ذلك بالتدخل في شؤون العراق الداخلية التي لا يحق لأي جهة بدس أنفها فيها، أو بتحريك طرف على طرف، أو بزرع الفتنة الطائفية لتمزيق النسيج الشعبي في بلدنا أو بإعطاء وعود وردية لهذا المكون أو ذاك. والغرض واحد وهو خلق حالة من عدم الاستقرار وإيجاد غليان شعبي يتحول الى عصيان مدني هنا او هناك والخاسر الوحيد في هذه اللعبة الخبيثة هو الشعب العراقي الذي يتطلع الي مستقبل زاهر يضمن له حريته وكرامته وانسانيته. فشتان بين تطلعات أبناء الوطن وبين مؤامرات الحاقدين والحاسدين الذين لا يروق لهم أن ينعم العراقيون بخيراتهم، وأن يعيشوا إخوة متحابين ليس بينهم من يعكر صفو حياتهم.ولذا نحذر المواطنين عامة من الانجرار نحو الفتنة التي بدأت بشعارات طائفية ثم تحولت الى عملية تسقيط سياسي. ونوصيهم بالآية الاخيرة من سورة الروم وهي خطاب للنبي صلى الله عليه وآله: {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ} (60) سورة الروم.
أيها الشعب العراقي الواعي، أيتها المكونات الأساسية في بلدنا! نداؤنا لكم جميعا من قلب يتحرق ألما عليكم ويتمنى لكم أن تبقى وحدتكم قوية وصفوفكم متراصة: ألّا تكونوا جداراً هشاً يخترقه البعيد والقريب. حافظوا على تلاحمكم والروابط المتينة التي تجمعكم، احذروا المندسين والمتسللين سواء أكانوا من الخارج أو الداخل، ولا تدَعوا لهم فرصة للنيل منكم. اصبروا وانتم مثال الوحدة. اصبروا وانتم قدوة للتآخي والوئام. اصبروا وانتم يد واحدة على أعدائكم وما أكثرهم اليوم. ونداؤنا الى من يمثلون الشعب ويجلسون تحت قبة البرلمان أن يعملوا بوظيفتهم الشرعية والدستورية تجاه من انتخبهم وهي الحرص على الوحدة، والقيام بجد لتحقيق التآلف، والعمل على خدمة هذا الشعب المظلوم الذي انما انتخبهم ليبنوا له مستقبلا يتطلع إليه، وغداً مشرقاً يصبوا إليه. ولم ينتظر منهم أن يساهموا في قدح فتيل الفتنة. وقد شاهدنا ذلك بأعيننا. فعلى النواب أن يذللوا الصعاب ويحموا مواطنيهم، لا أن يكونوا عبئاً ثقيلاً عليهم. وألا يلقوا بمسؤوليتهم على عاتق غيرهم للنيل منه. فليتقوا الله ويحفظوا الأمانة ويحترموا المسؤولية ولا يعرضوا أنفسهم الى حكم الشعب. فإن الشعب إذا غضب غضب، وإذا حكم حكم وحكمه قاسٍ بالنسبة الى من يضيع حقه ويشق صفه ويعكر صفو حياته.
ونكرر طلبنا الي أبناء شعبنا أن يقفوا وقفة بطلة تخيب آمال المفسدين وتكشف زيف الحاقدين، كما نوصي علماء المسلمين من أي مذهب كانوا أن يحافظوا على وحدة هذا الشعب ولا يفرقوا بين أحدٍ منه لأنه من المذهب الفلاني. فكلنا إخوة، وكلنا ننشد السعادة لابناء وطننا. وكلنا يريد الوحدة واحترام المقدسات واحترام الرموز الدينية. وليعلموا جميعاً أن هذه فتنة ليس وراءها غير الخسران المبين وأن الله لبالمرصاد لكل من يؤذي ويضعف شعبنا المظلوم. وقد طلعنا على مطالب المتظاهرين فوجدنا بعضها معقولاً وبعضها يحتاج الى التريث والتأمل.
وأخيراً نسأله تعالى أن يحفظ بلد المقدسات والعلماء والأشراف الصابرين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بیان بمناسبة الاحداث الاخيرة في بعض محافظات العراق