في معنى القوى الظاهرية والباطنية

تقييم المستخدم: 5 / 5

تفعيل النجومتفعيل النجومتفعيل النجومتفعيل النجومتفعيل النجوم
 

لابأس بأن نشرح هذه القوى (أي الظاهرية والباطنية على نحو الاجمال وتفصيل البحث يكون في محله).
أولاً: القوى الظاهرية:

1) انظر الى قوة السامعة بان الله كيف خلق الأذن، أولاً وأودع فيها مادة دهنية مرة تكون حافظة للسمع ومانعة من دخول الحشرات فيها. وثانياً ـ حوطها بصدفة الأذن وهي غشاؤها لتجمع الأصوات توصلها الى صاحبها بعد أن جعل لها إعوجاجات وهذا يكون من حكم الله جل وعلا ولطفه على الأنسان لانه علاوة على ان خلق الانسان يكون من أحسن الخلق وعلاوة على جمع الأصوات وخصوصياتها في القرب والبعد وحفظ التعادل وتتعهد الأذن بالأفهام وتعين ورود الصوت من أي جانب لأنه لولا هذه القطعة الظاهرة من الأذن التي هي سبب لتحسين الخلق ولولا هذا الاعوجاج المعين لم يتمكن الأنسان من تشخيص وتمييز بعض الأصوات عن بعض ولم يتمكن حينئذ من فهم خصوصيات الصوت فيكون عمله ناقصاً.
2) انظر الى الباصرة ترى أنه بقدرته الأزلية وعنايته الخاصة بالأنسان جعل العين آلة لرؤية الأشياء القابلة للرؤيا بعد أن احسن شكلها ولونها وهيئتها وجعل لها أجفاناً تسترها وتحفظها، وتدفع عنها الاقذاء، بل يمكن أن تحفظها من الأمور المحرمة على الأنسان اذا أطبقها، بل يمكن أيضاً من حالات وحركات العين ـ كما قال علماء النفس أن يُفهم صفاء النفس وعلوّ همّتها، أو خصت للفكر دون أي همة له، بل يمكن أن يفهم من النظر اليها غضب الانسان وحياؤه ونجابته وعفة نفسه ويقول علماء الطب يمكن أن يفهم من حالات العين أمراض الاشخاص، والأمراض العصبية والأمراض الموجودة في الدماغ، واختلاط الحواس وغيرها من الأمراض، بل جعلها الله آلة لمعرفته، اذاً هي تكون سبباً لرفع الأنسان عن حضيض عبادة المادة والجهل والغرور الى قمة العلم والايمان وعبادة الله تعالى. محققاً ذلك بالنظر العميق في السموات والأرض، بل بالنسبة الى جميع الموجودات.
والنظر الى الكواكب والافلاك والتفكّر في تنظيمها ومن هو المنظم.
قال تعالى: (أوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوْتِ السمواتِ والأرضِ وَما خَلَقَ اللهُ مِن شَيء....) ([1]) أي أفلا ينظرون الى هذا الملك الواسع غير المتناهي الذي لايحده فكر ولا يحيط به النظر، والى هذا التنظيم من الكواكب والأفلاك، ويلاحظوا عجائب الصنع، ويعترفوا بخالقها وانه هو المنظم لهذا الكون. كما في قوله تعالى: (وما خلق الله)أي أولم ينظروا الى أصناف خلقه وهذا النظر والتفكر في أصناف الخلق يكون دليلاً وبرهاناً على وجوده تعالى ووحدانيته وقد يتحير الانسان حينما ينظر إلى عدسة العين التي يمكن تقريب الفكرة لعملها كما في عدسة التصوير (الكاميرا) كيف يمكنها تصوير الأشياء الكبيرة والصغيرة من مسافة معينة ربما أن الأعمى لايمكنه أن ينظر الى الحسن والجمال للموجودات فمن لايتفكر ولاينظر في الموجودات بنظر عميق وحقيقي يكون حاله كالأعمى ولذا تراى لايرى ما فوق الطبيعة شيء بل لم يعترف بخالق الموجودات قال تعالى: (مَن كَانَ في هَذِهِ أعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أعْمَى وَأضَلُّ سَبِيْلاً) ([2]) أي من كان أعمى البصيرة في الحياة الدنيا عن الآيات والدلائل الواضحة على وجود الصانع فهو في الآخرة أشد عمىً وأضلّ سبيلاً، لأنه ليس له هنالك فرصة لكي يهتدي الى طريق الحق والنجاة وقد ذهبت المهلة التي تيسّرت له في دار الدنيا.
3) انظر الى الشامة وكيف خلق الله الأنف في أحسن الخلق في وسط الوجه ويكون سبباً لحسن وجه الأنسان وأودع فيه حاسة الشم. ولولا هذه الحاسة لم يتمكن من تمييز الريح الطيب من غيره وهذا الاستشمام يختلف بالنسبة إلى الحيوانات. ولذا قالوا بان الاستشمام يكون من مسافة بعيدة الى الضبع فان اشتمامه لربيض الغنم يكون من مكان بعيد.
4) انظر الى القوة الذائقة كيف أودعها الله لتمييز الأطعمة مرها من حلوها ومالحها من غيره، ولذا قد يفقد هذا التمييز اذا انحرفت صحة الانسان. وحينئذ قد يتصور الحلو مراً وعلى العكس وقد لايتمكن من تمييز الطعام الفاسد من غيره، اذاً هذه القوة نعمة من نعم الله تبارك وتعالى التي أودعها في البشر.
5) انظر الى القوّة اللامسة وقالوا: ان هذه القوة منتشرة في جميع البدن بواسطة العصب المنتشر في الجلد وهذا الجلد خلقه الله لباساً للبدن وثوباً لطيفاً له وبساطاً وارضاً لخروج الشعر المفيد للانسان كما يخرج الزرع من الأرض وهذا الشعر كالورقة من الشجر حينما تنمو ثم تصبح يابسة وتقع على الأرض وبهذه القوة يمكن أن يحس الانسان الحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة والثقل والخفة والخشونة واللين.
ثانياً: القوة الباطنية:
إعلم أنها أياً تكون فهي خمسُ قوىً لأنها: إما مدركة أو حافظة وكل واحدة منها أما مدركة للصور وحافظة لها أو مدركة للمعاني وحافظة لها أو تكون متصرفة للمعاني والصور لا مدركة ولا حافظة، اذاً تأثير المدركات في الباطن يكون موجوداً في خمس قوى:
1) الحس المشترك ـ وهو الذي يكون شغله إدراك الصور. وجميع القوى الظاهرة مجموعة فيه.
2) الخيالية ـ وعملها المحافظة على هذه الصور.
3) المتصرّفة ـ عملها التركيب والتصرف في المدركات.
4) الوهمية ـ وفعلها درك المعاني الجزئية.
5) الحافظة ـ وعملها حفظ هذه المعاني.
وشرح وبسط هذه القوى مذكور في محله، ولكن اعرضنا عن ذكرها للاختصار وشرحناها بما يتلائم مع البحث.
اذاً لابد للانسان ان يشكر الخالق بعد اعطائه هذه النعم وكيفية الشكر ومعنى الشكر سيأتي بيانه إن شاء الله تعالى.
([1]) الأعراف: 185.
([2]) الاسراء: 72.


دروس البحث الخارج (الأصول)

دروس البحث الخارج (الفقه)

الإستفاءات

مكارم الاخلاق

س)جاء في بعض الروايات ان صلاة الليل (تبيض الوجه) ،...


المزید...

صحة بعض الكتب والاحاديث

س)كيفية ثبوت صحة وصول ما ورد إلينا من كتب ومصنفات...


المزید...

عصمة النبي وأهل بيته صلوات الله عليه وعلى آله

س)ما هي البراهين العقلية المحضة غير النقلية على النبوة الخاصة...


المزید...

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

س)شاب زنى بأخته بعد ان دفع لها مبلغ من المال...


المزید...

السحر ونحوه

س)ما رأي سماحتكم في اللجوء الى المشعوذين ومن يذّعون كشف...


المزید...

التدخين

ـ ما رأي سماحة المرجع الكريم(دام ظله)في حكم تدخين...


المزید...

التدخين

ـ ما رأي سماحة المرجع الكريم(دام ظله)في حكم تدخين السكاير...


المزید...

العمل في الدوائر الرسمية

نحن مجموعة من المهندسين ومن الموظفين الحكوميين ، تقع على...


المزید...

شبهات وردود

هل الاستعانة من الامام المعصوم (ع) جائز, مثلا يقال...


المزید...
0123456789
© {2017} www.wadhy.com