هل الأسم عين المسمى أم لا؟

تقييم المستخدم: 4 / 5

تفعيل النجومتفعيل النجومتفعيل النجومتفعيل النجومتعطيل النجوم
 

إعلم بأن أسم الشيء هو ما دل على الشيء مطلقاً أو باعتبار بعض صفاته، فالاسم هو العلامة، واسماء الله تعالى ـ عبارة عما يدل عليه جل وعلا من لفظ أو مفهوم أو جوهر وهو غير مختص بالاسماء اللفظية أو المفاهيم الذهنية وقبل الدخول في البحث لابد أولاً من بيان أمور:

ـ الأول: مأخوذ بشرط (أي بشرط لا) ولذا يكون غير قابل للحمل ولايصدق على الذات الموصوفة به.
ـ الثاني: مأخوذ لا بشرط ولذا يكون قابلاً للحمل ويصدق على الذات الموصوفة به.
قد يقال: بانه نحن نعتبر الأول مأخوذاً لا بشرط ومع ذلك فهو غير قابل للحمل.
لكن نقول: ليس المراد بلا بشرط أو بشرط لا ـ اللابشرطية وبشرط اللائية الاعتبارية بل المراد واقع لا بشرط وبشرط لا. إذاً الأول بمعنى اللابشرط الحقيقية فهو بذاته غير قابل للحمل، والثاني بذاته وحقيقته قابل للحمل.
وهل الذات معتبرة في المشتق أم لا؟ وقد ذكرنا في علم الأصول مفصلاً عدم اعتبارها. هذا أولاً.
وثانياً: يكون بالنسبة الى الباري عزّوجلّ هو العلم المحض والمجرد وهو نفس ذاته تعالى.
وثالثاً: قد يكون النظر الى الاسم باعتبار الأستقلالية كالنظر الى المرآة ويرى أنها نظيفة وشفافة واخرى مرآتية كالنظر الى المرآة ليرى وجهه، اذاً باعتبار الثاني لايكون للاسم وجود مستقل ومغاير للمسمى بل وجوده وجود المسمى ولذا يكون الحكم عليه هو عين الحكم على المسمى حيث لايكون النظر إلا الى المسمى، فاذا قلت جاء زيد فلايكون نظرك إلا الى نفس المسمى والحكم عليه، وأما بالاعتبار الأول ـ فيكون وجوداً مستقلاً محكوماً عليه وهو غير المسمى وبهذا الاعتبار لا يصبح الاسم مسمى، فقوله تعالى: (إِنْ هِيَ إلاّ أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوْها أَنْتُمْ..) ([1]) أي أن نظركم مقصور على الأسماء على نحو الاستقلال، ومغاير لذات الله تعالى، والمسمّى محجوب عنكم، ونظركم يكون للأسماء على نحو الاستقلال، وجاعلين لها مسميات فصرتم مشركين أو كافرين والموحّد هو الذي ينظر الى الأشياء من حيث أنها أسماء كان غافلاً عن النظر إليها، أو متوجهاً اليها ولكن جعلها آلهً فعبد المسمّى من طريق آلية الاسم. واما لو نظر الى الاسماء على نحو الاستقلال وأنها مسميات مستقلات ويكون غافلاً عن مسميات هذه الأسماء، فهو يعبد الاسم لا المسمى ويكون كافراً. والذي ينظر الى الاسماء حال كونها مسميات مستقلات، والى المسمى حال كونه مسمّى مستقلاً ومغايراً ومبايناً عن الاسماء هو الذي يعبد الاسم والمسمى فيكون مشركاً.
وبعبارة أخرى: معنى ان الاسم عين المسمى هو أن يكون الأسم منظوراً إليه من حيث أسميته بحيث يكون الناظر غافلاً عن نظره هذا فحينئذ يكون عين المسمى. بمعنى انه لاوجود ولا نفسية ولا حكم ولا أثر الا للمسمى ولو كان الناظر متوجهاً بنظره هذا الى الاسم ولكن جعل نظره الى الأسم باعتباره مرآة الى المسمى واذا كان منظوراً اليه بحيث يكون الإسم في نظر الناظر ذا نفسية مستقلة ووجوداً مستقلاً كان غير المسمى.
اذاً في النظر الأول لم يعبد الاسم وإنما عبد المسمّى وفي النظر الثاني عبد الاسم فقط، كما أنه في النظر الثالث وهو النظر الى الاسم على الاستقلال والمسمى على الاستقلال فيكون مشركاً.
وقالوا: لما كان الانسان واقعاً بين النفسين الرحمانية والشيطانية وكانت النفس الشيطانية المسماة بالنفس الامارة لغاية بعدها من الرحمن وغلبة الاعدام عليها وكونها بتمام اجزائها مظهر قهره تعالى كأنه لم يكن مظهر له تعالى وكانت مقابلة للنفس الرحمانية والنفس الانسانية من حيث تسخرها للشيطان كأنها اسم للشيطان لا للرحمن، إما من حيث تسخرها للعقل فهو اسم للرحمن اذا جميع الأفعال الصادرة من نفس الانسان أما صادرة من الجهة الشيطانية أو من الجهة العقلائية ولذا امر الله تعالى العباد بالتسمية عند كل فعل صغير أو عظيم حتى يخرج بواسطة هذه التسمية من متابعة النفس الأمارة ويدخل بواسطتها النفس الرحمانية ويكون الفعل رحمانياً لا شيطانياً.
ويشابه هذا البحث ما ذكره صدر المتألهين (رحمه الله) في تفسيره للقرآن في فضل الاسم حينما يقول: اسم الأسم موضوع في اللغة للفظ الدال على لفظ مستقل. الى أن يقول: يشبه أن يكون عرفه يطابق عرف القرآن والحديث.
فان الاسم في قوله تعالى (سَبِّحْ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلى) ([2]) وقوله (تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الجَلالِ والإكْرَام) ([3]) مستبعد أن يكون المراد به الحروف والصوت وما يلتئم منها، لانهما من عوارض الاجسام. وما هو كذلك يكون أخس الأشياء، فكيف يكون مسماً مقدساً؟ والقول يكون مجاز الحذف أو المجاز في التشبيه بعيد من غير ضرورة داعية مع وجود معنىً حقيقي، فاسم الله عنده معنىً مقدس عن وصمة ([4]) الحدوث والتجدد فنزه عن نقصه التكون والتغير فلهذا وقعت الاستعانة والتبرك باسمه تعالى في مثل قولك باسم الله اقرأ وباسم الله أكتب وجرت العادة بالتوسل الى اسم الله لطلب الحوائج وكفاية المهمات في مثل (باسم الله الشافي باسم الله الكافي) وفي الادعية النبوية باسم الله الذي لايضر مع أسمه شيء في الأرض ولا في السماء ([5]).
وقد ثبت عند محققي العلماء ان المؤثر في جواهر الأكوان ليس إلا الباري جل أسمه أو ملك مقرّب من ملائكته بأذنه، فلاتأثير للعوارض الجسمية للأشياء الجوهرية ايجاداً وإعداماً، نعم الأذكار والأدعية إنما تؤثر من جهة معانيها واتصال النفس عند التذكر بمادتها الفعّالة، فعالم الذكر الحكيم منبع انجاح المهمات ومبدأ لاستجابة الدعوات لامقارعة الحروف والأصوات وتحرك الشفتين بالألفاظ والعبارات... انتهى ([6]).
وقد عرفت الجواب عما ذكره صاحب الميزان، وهنا يأتي نفس الجواب. اما ما ذكره في (أخسية الألفاظ) ولو فرضنا في حد ذاته كذلك ولكن قد ذكرنا في علم الأصول (ان حسن المعنى يسري الى حسن اللفظ).
اذاً عظمة المعنى تسري الى عظمة الاسم، فكما ان ذات الله تبارك وتعالى تكون عظيمة فاسمه جل اسمه يكون عظيماً.
فاذا عرفت هذا فاعلم أنّه وقع الاختلاف بين المفسرين بان الاسم هل هو عين المسمى أم الاسم غير المسمى؟
الحق: أنه غير المسمى، لأنه لو كان الاسم عين المسمى، فلو ذكر اسم النار فلابد أن يحترق لسانه أو ذكر العسل لابد أن يتذوق الحلاوة وأيضاً لو كان الاسم عين المسمى فلّله تبارك وتعالى ألف وواحد اسماً كما ذكر في القرآن والأخبار فلو كان لكل اسم مسمى فلابد أن يكون هناك لله ألف وواحد من المسمى جل عن ذلك.
والقائلون: بان الاسم عين المسمى تمسكوا بالآيتين:
الأولى: (إنّا نُبَشِّرُكَ بِغُلام اسْمُهُ يَحْيَى...) ([7]).
والثانية: (وَمَا تَعْبُدُوْنَ مِن دُوْنِهِ إلاّ أسْمَاءاً سَمَّيْتُمُوْها...) ([8]).
وفيه تأمل ـ لأن معنى نبشرك (أي نخبرك بالخبر السار المفرح بولادة ولد ذكر يكون اسمه يحيى كما قدرنا من عندنا ولم نجعل له من قبل سميا، ففي هذه الآية المباركة تشريف ليحيى بأمرين:
الأول ـ توليه جل وعلا تسميته ـ ولم يكلها الى أحد من أبويه أو غيرهما.
الثاني ـ أنه جل وعلا سماه بأسم لم يسمّ به أحد غيره ليدلّ على فضله وشرافته.
وأما الآية الثانية ـ فقد مرت الاشارة بأنها ليست مسميات منظور إليها ومستقلات أي أنكم صرتم محجوبين عن المسمى ناظرين الى الأسماء من حيث انها مستقلات في الوجود ... الخ الكلام.


دروس البحث الخارج (الأصول)

دروس البحث الخارج (الفقه)

الإستفاءات

مكارم الاخلاق

س)جاء في بعض الروايات ان صلاة الليل (تبيض الوجه) ،...


المزید...

صحة بعض الكتب والاحاديث

س)كيفية ثبوت صحة وصول ما ورد إلينا من كتب ومصنفات...


المزید...

عصمة النبي وأهل بيته صلوات الله عليه وعلى آله

س)ما هي البراهين العقلية المحضة غير النقلية على النبوة الخاصة...


المزید...

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

س)شاب زنى بأخته بعد ان دفع لها مبلغ من المال...


المزید...

السحر ونحوه

س)ما رأي سماحتكم في اللجوء الى المشعوذين ومن يذّعون كشف...


المزید...

التدخين

ـ ما رأي سماحة المرجع الكريم(دام ظله)في حكم تدخين...


المزید...

التدخين

ـ ما رأي سماحة المرجع الكريم(دام ظله)في حكم تدخين السكاير...


المزید...

العمل في الدوائر الرسمية

نحن مجموعة من المهندسين ومن الموظفين الحكوميين ، تقع على...


المزید...

شبهات وردود

هل الاستعانة من الامام المعصوم (ع) جائز, مثلا يقال...


المزید...
0123456789
© {2017} www.wadhy.com