هل أن بسم الله من القرآن أم لا؟

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 

لايخفى في أن بسم الله في أول كل سورة هي جزء من السورة عندنا وتُحسب آية، وهل هي جزء من كل سورة أو من الفاتحة فقط أو أنها ليست جزءاً من شيء منهما؟ سوف نذكر الأقوال على نحو التفصيل


وأما جزئيته للسورة متفق عليه بين الإمامية فتعد سورة الحمد سبع آيات أي تعد (بسم الله) آية، ولذا في صلاة الآيات اذا أراد أن يفرق السورة يجوز له أن يقرأ (بسم الله الرحمن الرحيم) ويجعلها آية من سورة (قل هو الله أحد) وفي كل صلاة واجبة يجب أن تقرأ بعد الحمد سورة وأي سورة يريد قرائتها لابد أن يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم قاصداً بانه من تلك السورة، ولا بأس ببيان معنى الآية ـ ومعنى الآية هي العلامة في قوله تعالى: (فيهِ آياتٌ بَيّناتٌ) ([1]) أي علامات واضحات، وفي الحديث: وجعله آية لمن توسم.. الخ .. أي بمعنى التفرس وفي الحديث: «إتقوا فراسة المؤمن فانه ينظر بنور الله» ([2]).
والآية من القرآن قيل: كل كلام متصل الى انقطاعه. وقيل: ما يحسن السكوت عليه. وقيل: بمعنى الجماعة في قولهم: خرج القوم بآيتهم ـ أي بجماعتهم ـ ولكن هذه التعاريف غير صحيحة طرداً ونقضاً، لإنا حينما نرى بعضاً من الآيات القرآنية لايحسن السكوت عليها، أو لم يتم الكلام بها، ولكن يطلق عليها آية.
كقوله تعالى: (مُدْهمّتانِ) ([3]). وكثير من الكلمات القرآنية الكلام فيها تام ويحسن السكوت عليها ولايصدق عليها أنها آية، نعم ورد في بعض الروايات كما سيأتي في نفس المورد بأنّ بسم الله الرحمن الرحيم آية من القرآن الكريم، اذاً الآية المقصود منها هي الموجودة بين الدفتين التي وضع لها علامات كما بواسطتها تُمَيّز بعضها عن البعض الآخر.
وللفقهاء في مسألة النذر اصطلاح يعني أن الفقهاء لم يبحثوا عن هذا الموضوع بأنه ما المراد من الآية بل جعلوا متعلق النذر تلك الآيات المعينة، (كمن نذر قراءة عشرة آيات) إذاً تمييزها أولاً: له أثر فقهي كما ذكرنا في مسألة النذر ومسألة صلاة الآيات.
وثانياً: يكون موجباً لتسهيل الحفظ.
قلنا: بان البسملة من السورة. وقد وردت روايات عن الفريقين، وبالأخصّ ما عن أئمتنا(عليهم السلام)روايات تدل على ان بسم الله تكون من القرآن.
منها: عن صفوان الجمّال قال: قال أبو عبدالله (عليه السلام): «ما أنزل الله من السماء كتاباً الاّ وفاتحته بسم الله الرحمن الرحيم وانما يعرف انقضاء السورة ببسم الله الرحمن الرحيم ابتدأ للاخرى ([4]).
ومنها: ما روي عن العياشي في تفسيره عن يونس بن عبدالرحمن عمن رفعه قال: سألت أبا عبدالله (عليه السلام) عن قول الله تعالى: (وَلَقَدْ آَتَيْنَاكَ سَبْعاً مِن المَثانِيَ) الخ قال: هي سورة الحمد وهي سبع آيات، منها بسم الله الرحمن الرحيم ([5]).
ومنها أيضاً: حديث سليمان الجعفري عن أبي الحسن (عليه السلام) قال رجل: أي آية أعظم في كتاب الله، قال (عليه السلام): «بسم الله الرحمن الرحيم» ([6]).
وهناك روايات أخرى تدل على أن البسملة من القرآن. قد أعرضنا عن ذكرها اختصاراً.
وأما ما جاء عن غيرنا، فقد اختلفوا في ذلك، وقد نسب إلى الآلوسي:
اختلف الناس ـ في البسملة في غير النمل إذ هي فيها بعض آية بالاتفاق ـ على عشرة أقوال:
الأول: أنها ليست من السورة أصلاً.
الثاني: أنها آية من جميعها غير براءة.
الثالث: أنها آية من الفاتحة دون غيرها.
الرابع: أنها بعض آية منها فقط.
الخامس: أنها آية فذة أنزلت لبيان رؤوس السور تبعاً وللفصل بينها.
السادس: أنه يجوز جعلها آية منها وغير آية لتكرر نزولها بالوصفين.
السابع: أنها بعض آية من جميع السور.
الثامن: أنها آية من الفاتحة وجزء آية من السور.
التاسع: عكسه.
العاشر: أنها آية فذة وان انزلت مراراً.
فابن عباس وابن مبارك وأهل مكة كابن كثير وأهل الكوفة كعاصم والكسائي وغيرهما سوى حمزة، وغالب أصحاب الشافعي والإمامية على الثاني.
وقيل: بأنه اختار هو الخامس.
وما عن اُستاذنا الأعظم ([7]) في تفسيره البيان بعد أن قال: اتفقت الشيعة الامامية على ان البسملة آية من كل سورة بدأت بها وذهب اليه ابن عباس وابن مبارك وأهل مكة كابن كثير واهل الكوفة كعاصم والكسائي وغيرهما ما سوى حمزة وذهب اليه أيضاً غالب أصحاب الشافعي، وجزم به قراء مكة والكوفة، وحكي هذا القول عن ابن عمر وابن الزبير وابي هريرة وعطاء وطاووس وسعيد بن جبير ومكحول والزهري واحمد بن حنبل في رواية عنه واسحاق بن راهويّه وابو عبيد القاسم بن سلام وعن البيهقي نقل هذا الكلام عن الثوري ومحمد بن كعب واختاره الرازي في تفسيريه ونسبه الى قرّاء مكة والكوفة واكثر فقهاء الحجاز والى ابن مبارك والثوري.
واختاره أيضاً جلال الدين السيوطي مدعياً الروايات الدالة عليه معناً.
وفي مقابل هولاء، هناك أقوال كبعض الشافعية وحمزة إنها آية من فاتحة الكتاب دون غيرها، وذهب جماعة منهم مالك وابو عمر ويعقوب أنها آية فذة وليست جزء من فاتحة الكتاب ولا من غيرها ([8]) الى غير ذلك من الأقوال ومن أراد الاطلاع أكثر فعليه مراجعة البيان في تفسير القرآن، ولابأس أن نذكر بعض الروايات التي وردت عنهم وذكرها الاستاذ الأعظم (قدس سره).
1ـ ما أخرجه الدارقطني بسند صحيح عن علي (عليه السلام) أنه سئل عن السبع المثاني فقال: «الحمد لله ربّ العالمين فقيل له: انما هي ست آيات فقال بسم الله الرحمن الرحيم آية».
2ـ وأيضاً ما أخرجه الدارقطني بسند صحيح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «اذا قرأتم الحمد فاقرؤوا بسم الله الرحمن الرحيم، فانها أم القرآن وأم الكتاب والسبع المثاني وبسم الله الرحمن الرحيم احدى آياتها».
3ـ ما أخرجه ابن خزيم والبيهقي في المعرفة بسند صحيح عن طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: استرق الشيطان من الناس اعظم آية من القرآن: بسم الله الرحمن الرحيم. ووردت رواية عن طرقنا بهذا المضمون بقوله (عليه السلام):
«سرقوا أكرم آية في كتاب الله، بسم الله الرحمن الرحيم» ([9]).
اذاً فثبت جزئية الآية عند الفريقين.
الروايات الواردة عن أهل البيت (عليهم السلام)
في انّ بسم الله الرحمن الرحيم من القرآن
ولايخفى بأنّ علة الاختلاف بينهم لاجل عدم اخذهم من مصدر الوحي ومعدنه، ومن نزل القرآن في بيتهم وهم القرآن الناطق. ولذا نرى أنهم (عليهم السلام) ورد عنهم الذم فيمن ترك بسم الله الرحمن الرحيم ولم يَعُدَّها من القرآن.
1) فعن أمير المؤمنين(عليه السلام) بلغه أن أناساً ينزعون بسم الله الرحمن الرحيم، فقال: «فهي آية من كتاب الله أنساهم إيّاها الشيطان» ([10]).
2) وفي حديث الصادق (عليه السلام) حيث قال: «ومالهم قاتلهم الله عمدوا الى أعظم آية في كتاب الله فزعموا أنها بدعة أذا أظهروها وهي بسم الله الرحمن الرحيم» ([11]).
3) وفي حديث علي (عليه السلام) أنه قال: «بسم الله الرحمن الرحيم آية من فاتحة الكتاب وهي سبع آيات تمامها بسم الله الرحمن الرحيم. سمعت رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)يقول: «انّ الله عزّوجلّ قال لي: يا محمد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم وان فاتحة الكتاب اشرف ما في كنوز العرش وان الله عزّوجلّ خصّ محمداً وشرّفه فيها ولم يشرك معه فيها أحداً من أنبيائه خلا سليمان بن داود فانه اعطاه الله منها آية بسم الله الرحمن الرحيم ألا فمن قرأها معتقداً لموالاة محمّد وآله الطاهرين منقاداً لامرهما مؤمناً بظاهرهما وباطنهما اعطاه الله عزّوجلّ بكل حرف منها حسنة كل واحدة منها أفضل له من الدنيا بما فيها من أصناف أموالها وخيراتها ومن استمع الى قارئ يقرؤها كان له وللقارئ فليستكثر أحدكم من هذا الخبر المعرّض لكم فانه غنيمة لايذهبنّ أوانه فيبقى في قلوبكم حسرة» ([12]).
4) وروى عن ابن عباس أنه قال: من ترك بسم الله الرحمن الرحيم فقد ترك مئة وأربعة عشر آية من كتاب الله ([13]).
ملاحظة: قلنا اجماع الأمامية على ان البسملة آية من كل سورة، اما سورة براءة فقد ذكروا وجوهاً من جهة ترك البسملة من هذه السورة. ولعل أحسنها بأن بسم الله آية رحمة وسورة براءة لانقطاع العصمة ورفع الامان والخروج من العهود وعن عليّ (عليه السلام) «لم ينزل بسم الله الرحمن الرحيم على رأس سورة براءة، لان بسم الله للأمان والرحمة ونزلت سورة براءة لرفع الامان بالسيف» ([14]).
وورد في هوامش لبعض نسخ القرآن هكذا:
ان يقرأ هذا الدعاء ـ قبل قراءة سورة براءة ـ (اعوذ بالله من النار ومن عذاب الجبّار ومن شر الكفار، العزة لله الواحد القهار).
وذكر في تفسير القرآن للسيد عبدالله شبر: أعوذ بالله من النار وشر الكفار العزة لله ولجميع المؤمنين براءة من الله ورسوله ...الخ السورة ([15]).
ولا بأس بقراءة أمثال هذه الادعية عوضاً عن بسم الله الرحمن الرحيم بعنوان الرجاء لانه ليس لهذه الادعية مدرك صحيح بحسب تفحصنا.
([1]) آل عمران: 97.
([2]) البحار: ج2 ص365، والفراسة نوعان ـ أحدهما: ما يوقعه الله في قلوب أوليائه فيعلمون بعض أحوال الناس بنوع من الكرامات واصابة الحدس والظن.
وثانيهما: نوع بالدلائل والتجارب والأخلاق «مجمع البحرين باب فرس».
([3]) الرحمن: 64.
([4]) البحار: ج92 ص236.
([5]) الجديد في تفسير القرآن المجيد: ج1 ص12.
([6]) سفينة البحار: ج2 ص356.
([7]) المراد بن زعيم الحوزة العلمية الامام الخوئي (قدس سره).
([8]) البيان في تفسير القرآن: ص438 ـ 439.
([9]) البحار: ج92 ص236.
([10]) البحار: ج2 ص238.
([11]) تفسير البرهان: ج1 ص42.
([12]) البرهان: ج1 ص41.
([13]) جامع الجواهر: ص3.
([14]) مجمع البيان: ج3 ص2، تفسير شبر: ص199.
([15]) تفسير شبر: ص199.
الخلاف الواقع بين الأشاعرة والمعتزلة
يقول المعتزلة بالتغاير بين الاسم والمسمى، ويقول الاشاعرة بأن الاسم عين المسمى ([9]). ونسب الى الفخر الرازي أنّ النزاع بين الطائفتين لفظي لأنه لو أُريد من الاسم صرف اللفظ فهو غير المسمى، وإن أُريد به الذات فهو المسمّى وإلاّ لو كان الاسم عين المسمى على الاطلاق لابد أن يترتب على الاسم جميع آثار المسمى، فلو نطقنا بكلمة العسل لابد أن يتحلى الفم وهذا خلاف الوجدان، وأيضاً لله ألف وواحد من الاسماء فلو كان عين المسمى فلابد أن يكون ألف وواحد من المسميات وقد مر التفصيل.
ولكن الحق: ان نزاعهم ليس بلفظي بل نزاع حقيقي يظهر لمن راجع كلماتهم فان للاسم اعتبارين: اعتبار كونه مرآة للمسمى، وبهذا الاعتبار ليس له نفسية مستقلة، ولا وجوده يكون مغايراً للمسمى بل وجوده وجود المسمى ونفسيته نفسية المسمى ولذا لايكون الحكم في الكلام الا على المسمى ولايكون النظر الاّ على المسمى، والاخر اعتبار كونه مغايراً للمسمى وبهذا الاعتبار يصبح الاسم غير المسمى. وله اسماء مثل قولك: زيد لفظ مركب من ثلاثة أحرف، فان لزيد في هذا القول اسماء عديدة مثل الاسم واللفظ، والكلمة والمركب والموضوع والدال والعلم وبهذا الاعتبار لايكون مظهراً ومرآةً للمسمى ولا دلالة له عليه.
وبعد ما قلنا بأنّ الاسم بمعنى العلامة، فحينما يوضع اسم لشيء، فهو يكون معرفاً وعلامة له سواءً كان ذلك الشيء من جنس الانسان أو الحيوان أو غيرهما.
إذاً إن أسماء الله تكون علائم لذاته المقدسة. وبواسطتها يمكن للانسان التعرف على ذاته، أما حقيقة الذات فلا يصلها أي انسان كامل تمام الكمال ـ نبياً كان أو وصياً مع أنه أعلم الموجودات وأشرفها ـ لأنه ممكن ومحدود ومتناهي والممكن والمتناهي لايمكنه الوصول الى غير المتناهي.
وفي الحقيقة العالم كله اسم لله، وآية له، وعلامة على اثبات وجوده. وفي كل شيء له آية تدل على أنه واحد.
وهذا الاختلاف صار سبباً في أن اضافة الاسم لامية أم بيانية؟ فمن يقول: بان الاسم عين المسمى والمراد منه هو الذات في مقام العمل في الحقيقة يستعين بالذات لا بالاسم فتكون الاضافة حينئذ بيانية، ومن يقول بان الاسم غاية للمسمى وان التبرك بالاسم يوجب التبرك أكثر وان الاضافة مشعرة بالتغاير فان إضافة الاسم الى لفظ الجلالة تكون لامية. كما ورد الاختلاف بين الفريقين كما مر وانه هل الاستعانة والتبرك يكون باسم الله أو بذاته، فمن يقول بالذات يرى أن الاسم عين الذات ومن يقول بالاسم فيرى أنه غير المسمى، ويمكن أن يجعل الاسم زائداً ويكون المراد في الحقيقة هو المسمى كما قال الشاعر:
الى الحول ثم اسمِ السلام عليكما***ومن يبكي حولا كاملا فقد اعتذر
فبناءاً على هذا أيضاً التبرك يكون بالذات.
ولابأس بالاشارة الى الحديث عنهم (عليهم السلام): من عبد الاسم فهو كافر ومن عبد الاسم والمعنى فهو مشرك ومن عبد المعنى ويكون الاسم معرفاً له فهو مؤمن.
ولا يخفى بأنه ليس المراد من الاسم هو الاسم اللفظي، لانه لم نر في التأريخ من عبد الاسم.
إذا المراد من الاسم هو معاني الألفاظ لا الألفاظ الدالة على المخلوقات. فان عيسى يكون اسماً من اسماء الله تعالى ـ أي الاسماء التكوينية له جل وعلا. اذاً فمن عبده فهو كافر ومن عبد عيسى مع الله فهو مشرك ومن عبد الله وحده فهو موحّد وهكذا بالنسبة للنبي والأئمة (صلوات الله عليهم أجمعين).
 ([1]) النجم 23.
([2]) سورة الاعلى، الآية 1.
([3]) الرحمن، الآية 78.
([4]) المقصود بها العيب والعار ويقال ـ ما في فلان وصمه: اي ليس فيه عيب ونقص.
([5]) ابن ماجة باب ما جاء في الدعاء اذا أصبح أو أمسى: ج5 ص463.
([6]) تفسير القرآن لصدر المتآلهين: ج  ص33.
([7]) مريم: 7.
([8]) يوسف: 40.
([9]) كما قال الله تعالى: (تبارك اسم ربك) ولكن الحق أن الآية لاتدل على مبناهم بل كما يجب تنزيه الذات عن النقائص، يجب تنزيه الاسم عنها أيضاً. وأيضاً كما مر أن الاسم هنا قد يكون زائداً.
في الأذهان. ومعنى ذلك أن الله سبحانه هو الفاعل الموجد لكل شيء بماله من الصفة الكريمة المناسبة له التي يحويها الاسم المناسب، لاتأثير اللفظ أو صورة مفهومة في الذهن أو حقيقة اخرى غير الذات المتعالية ([1]).
ولكن مايراه (قدس سره) بأن الألفاظ لاتأثير لها بأنفسها وانما تؤثر بحقائقها ـ فيه تأمل حيث ان الأنسان حينما ينظر الى الآيات فيرى ان نفس الألفاظ لها التأثير في الكون كما ان نفس العين أو النفخة لها التأثير في الأشخاص، واليك بعض الأدلة.
الأدلة القرآنية على تأثير الألفاظ:
نذكر بعض الآيات التي تشير الى تأثير الألفاظ في الكون منها:
1ـ قوله تعالى: (وأخَذَ الذينَ ظَلَموا الصيحةُ فأصبَحوا في دارهِمْ جاثِمينَ) ([2]). أي أماتتهم الصيحة التي أمر الله سبحانه جبرئيل بها، فصاح صيحة واحدة وصاروا ميتين في منازلهم قاعدين على ركبهم.
2ـ وقوله تعالى: (فأَخَذَتْهُم الصيحةُ مُشرِقينَ) أي حين شروق الشمس ([3]).
3ـ وقوله تعالى: (فَأَخَذَتْهُمُ الصَيْحَةُ بالحقِ فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاءً فَبُعْدَاً لِلقومِ الظالِمينَ) ([4]). أي حلت بهم وأصمتهم صيحة جبرئيل (عليه السلام) حين صاح بهم صيحة هائلة منكرة تصدعت لها قلوبهم وتمزقت أحشاؤهم.
4ـ وقوله تعالى: (وَمِنْهُم مَن أَخَذَتْهُ الصَيْحَةُ.... الآية) ([5]).
5ـ وقوله تعالى: (فَأَمّا ثَمُوْدَ فَأُهْلِكُوا بِالطّاغِيَةِ... الآية) ([6]) أي أبيدوا ودمروا بالصيحة الطاغية التي تجاوزت المقدار الذي يحتمله الانسان.
6ـ وقوله تعالى: (فَأَخَذَهُمُ العَذَابُ إنَّ فِي ذَلِكَ لآيةً وَما كَانَ أَكْثَرُهُم مُؤْمِنِيْن) ([7]).
أي العذاب الموعود وهو صيحة جبرئيل التي خسفت بهم الأرض فابتلعتهم.
الى غير ذلك من الآيات الشريفة الدالة على أنّ الألفاظ لها تأثير في الكون.
وكما يؤثّر النفث كما قال الله تعالى: (مِن شَرِّ النّفاثاتِ في العُقَد) ([8]) أي من شر الساحرات اللواتي يقرأن وينفثن في عقد الخيط الذي يريقنّه ليتم السحر وهكذا الحسد أيضاً له تأثير كما في قوله تعالى: (مِن شَرِّ حاسد إذا حَسَدَ) ([9]).
والحاسد: هو الذي يتمنى زوال النعمة عن صاحبها ولو لم يردها لنفسه وعكسه، الغبطة: التي هي تمنّي النعمة لنفسه كما هي لصاحبها من غير ان يريد زوالها عن صاحبها فالثانية ممدوحة والاولى مذمومة: لانها تؤدي الى إيقاع الشرّ بالمحسود فأمر سبحانه بالتعوذ من شر الحاسد وقيل: من شر نفس الحاسد أو من شر عينه، فانه ربما يصاب بهما فأضر. وقد جاء في الحديث (أن العين حق) ([10]).
وروي ان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كان كثيراً ما يعوذ الحسن والحسين (عليهما السلام) بهاتين السورتين ([11]).
ثم تقدم ان هناك روايات قد وردت كالرواية الواردة عن الامام الباقر (عليه السلام)بحق آصف بن برخيا، أو غيرها من الروايات الشريفة التي تؤكد بأن الألفاظ والحروف لها تأثير في الكون، ومن هنا أيضاً يظهر محل التأمل في كلامه (قدس سره) بأن الألفاظ لاتأثير لها.
([1]) تفسير الميزان: ج9 ص355 ـ 356 (ط ـ بيروت).
([2]) هود: 66.
([3]) الحجر: 73.
([4]) المؤمنون: 41.
([5]) العنكبوت: 40.
([6]) الحاقة: 5.
([7]) الشعراء: 158.
([8]) الفلق: 4.
([9]) الفلق: 5.
([10]) مجمع البيان: ج5 ص569.
([11]) مجمع البيان: ج5 ص569.


دروس البحث الخارج (الأصول)

دروس البحث الخارج (الفقه)

الإستفاءات

مكارم الاخلاق

س)جاء في بعض الروايات ان صلاة الليل (تبيض الوجه) ،...


المزید...

صحة بعض الكتب والاحاديث

س)كيفية ثبوت صحة وصول ما ورد إلينا من كتب ومصنفات...


المزید...

عصمة النبي وأهل بيته صلوات الله عليه وعلى آله

س)ما هي البراهين العقلية المحضة غير النقلية على النبوة الخاصة...


المزید...

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

س)شاب زنى بأخته بعد ان دفع لها مبلغ من المال...


المزید...

السحر ونحوه

س)ما رأي سماحتكم في اللجوء الى المشعوذين ومن يذّعون كشف...


المزید...

التدخين

ـ ما رأي سماحة المرجع الكريم(دام ظله)في حكم تدخين...


المزید...

التدخين

ـ ما رأي سماحة المرجع الكريم(دام ظله)في حكم تدخين السكاير...


المزید...

العمل في الدوائر الرسمية

نحن مجموعة من المهندسين ومن الموظفين الحكوميين ، تقع على...


المزید...

شبهات وردود

هل الاستعانة من الامام المعصوم (ع) جائز, مثلا يقال...


المزید...
0123456789
© {2017} www.wadhy.com