الدعاء

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 

هو العبادة (أي يستحق أن يسمى عبادة لدلالته على الأقبال عليه تعالى والأِعراض عما سواه).

قلنا: إن الانسان في جميع أموره لابد أن يستعين بالله جل، وعلا. ومن أسباب الاستعانة والدعاء وهو من الأمور العبادية، والرابط بين الأنسان وخالقه أو هو شيءٌ فطري في الانسان. وشعوره بان الذي يفزع اليه ويقضي حاجته هو الله وحده، بعدما قطع بانه ضعيف امام حوادث الحياة ولايرى أي سند لانجبار ضعفه غير الدعاء والالتجاء الى الله تعالى. قال تعالى: (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) ([1]) أي ادعوني في جميع مقاصدكم عند حلول البلايا والمحن وأنا استجيب لكم وادفع عنكم البلايا والمحن لو كان هناك مصلحة في الاجابة والرفع. وأيضاً (وَإذا مَسَّ الانسانَ الضُّرُّ دَعَانا لجنبهِ أو قاعداً أو قائماً...) ([2]). أي أنه لا زال داعياً بلا فتور حتى يزول عنه الضر.
ويمكن أن يراد بالدعاء هنا العبادة والتوحيد أي: وحّدوني واجعلوا عبادتكم لي لا للأصنام، أعطيكم ثواب أعمالكم ـ بدليل قوله تعالى: (إنَّ الَّذيْنَ يسْتَكْبِرُوْنَ َعْن عِبَادَتي) ولايعبدونني إستكباراً يستحقون غضبي. وورد في مجالس الشيخ الطوسي (قدس سره): بانّ المؤمن دائماً في الصلاة ما دام ذاكراً لله، قائماً كان أو جالساً أو على جنبه (الّذيْنَ يَذْكُرُوْنَ اللهَ قِيَاماً وَقُعُودَاً وَعَلى جُنُوْبِهِمْ يَتَفَكَّرُوْنَ) ([3])، وقد ورد عن مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام): «الدعاء مفتاح كل رحمة ونجاح كل حاجة ولاينال ما عند الله الا بالدعاء...» ([4]) وأفضل الأدعية هو خروجه من الطلب الظاهر والاقبال الكامل; لأنه ورد بأن الدعاء هو العبادة، أي يمكن أن يكون عبادة، لأنه دلالة على الاقبال على الله والإعراض عما سواه.
يعتبر الدعاء العلاج النفسي لكثير من الأمراض، فالإنسان بذاته محتاج الى من يحل مشاكله ويخفف آلامه وهمومه وحزنه، وقد إتفق علماء النفس والاطباء النفسانيون بأنّ الآلام النفسية والقلق إنّما يتوقف الى حد كبير على مُساعدة صديق حميم ومخلص، وأيُّ صديق تكون محبته أولى من الله (جلّ وعلا)، فاذا بيّن الانسان لله ما يعاني منه ويطلب كشف الضر عنه، فإنه يشعر بطمأنينة ونفحة روحية تستأصل ما فيه من الهم والضيق، فقد ورد عن أبي ولاّد عن أبي الحسن (عليه السلام) أنه قال: «عليكم بالدعاء فإنّ الدعاء لله والطلب الى اللهِ يرد البلاء وقد قُدّر وقضى ولم يبق الاّ امضاؤه، فاذا دعى الله عزّوجلّ سئل صرف البلاء» ([5]).
بعد أن اعتقد بأن اللله تبارك وتعالى قريب يجيب دعوته قال تعالى:
(إذا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَأِنّي قَرِيْبٌ أُجِيْبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إذا دَعَانِ) ([6]).
أي قريب اسمع دعاءهم. ولايخفى أن قربه تعالى ليس بالقرب المكاني فقربه ليس باجتماع كقرب بعضنا لبعض، وبعده ليس بأفتراق كبعدنا بالفرقة والبينونة. ومعيته تكون مع الأشياء لا بالممازجة والمداخلة كما أن مفارقته ليس بالمباينة.
إن قلت: إن كان الله يستجيب دعاء العبد، فلماذا لاتستجاب بعض الأدعية من بعض الأشخاص.
قلنا: أولاً: ان لاستجابة الدعاء شروطاً قد ذكرت في محلها.
وثانياً: إن الله تبارك وتعالى لايستجيب الدعاء الاّ أن تكون هناك مصلحة للعبد، ولابأس بذكر بعض الروايات التي تشير الى ما يسبب اجابة الدعاء وما يسبب رده:
أولاً: الروايات التي تشير الى مضان استجابة الدعاء:
(1) عن السكوني عن الصادق عن آبائه عن علي (عليهم السلام): «اغتنموا الدعاء عند خمسة مواطن: عند قراءة القرآن وعند الأذان وعند نزول الغيث وعند التقاء الصفين للشهادة وعند دعوة المظلوم فانها ليس له حجاب دون العرش» ([7]).
(2) قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «اذا دعا أحدكم فليعمّ فانه اوجب للدعاء» ([8]).
(3 )وعن علي (عليه السلام): «صلوا على النبي وآله (صلى الله عليه وآله وسلم) فان الله يتقبل دعاءكم عند ذكرهِ» ([9]).
(4) وعن أمير المؤمنين (عليه السلام): «من قرأ مائة آية من القرآن من أي القرآن شاء ثم قال: يا لله سبع مرات، فلو دعا على الصخرة لقلعها الله» ([10]).
(5) عن الصادق (عليه السلام): «ما من مؤمن يدعو لأخيه بظهر الغيب، إلاّ  وكّل الله به ملكاً يقول ولك مثل ذلك» ([11]).
(6) قال الامام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام): «من قدم أربعين من المؤمنين ثم دعا أستجيب له» ([12]).
(7) وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال في وصيته لعلي: «ياعلي أربعة لاترد لهم دعوة، امام عادل ووالد لولده والرجل يدعو لأخيه بظهر الغيب والمظلوم» ([13]).
(8) عن أمير المؤمنين (عليه السلام): «كل دعاء محجوب عن السماء حتى يصلى على محمّد وآله» ([14]).
(9) عن الصادق (عليه السلام) قال: «ثلاثة أوقات لايحجب فيها الدعاء عن الله تعالى في أثر مكتوبة وعند نزول القطر وظهور آية معجزة لله في أرضه» ([15]).
(10) وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «من قرأ يس والصافات يوم الجمعة ثم سئل الله أعطاه الله سؤله» ([16]).
فعلينا مع ذلك أن ندعو كما في الحديث: «ادعوا الله وأنتم موقنون بالاجابة وعلموا إن الله لايقبل دعاء من قلب غافل» ([17]).
الذنوب التي ترد الدعاء سوء النية وخبث السريرة والنفاق مع الاخوان.
ثانياً: الروايات التي تشير الى ما يسبب رد الدعاء:
(1) عن الامام السجاد (عليه السلام): «وترك التصديق بالاجابة وتأخير الصلوات المفروضة حتى تذهب أوقاتها وترك التقرب الى الله عزّوجلّ بالبر والصدقة واستعمال البذاء والفحش بالقول» ([18]).
(2) عن أمير المؤمنين (عليه السلام): «لاتتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيولّى أمركم شراركم ثم تدعون فلايستجاب لكم» ([19]).
(3) وعن السجاد (عليه السلام): «لاتدخل الملائكة بيتاً فيه خمر أو دف أو طمبور أو نرد ولا يستجاب دعاؤهم وترفع عنهم البركة» ([20]).
مزايا وفوائد الدعاء
للدعاء فوائد كثيرة، نذكر بعضها على وجه الاجمال:
(1) هو عمل عبادي يربط الأنسان وربه.
(2) يحصل به الأطمئنان ويرفع الاضطراب والقلق عن النفس.
(3) سبب للسمو الروحي والعروج في معارج الكمالات.
(4) تعالج به الامراض الروحية والجسدية.
(5) أنه من أحب الأعمال الى الله جلّ وعلا في الأرض.
(6) أنه صلاح المؤمن وعمود الدين ونور السموات.
(7) أنه سبب للتفكر في عجائب صنعه وغرائب ملكه.
عن علي (عليه السلام): «الفكرة تورث نوراً والغفلة ظلمة والجدال ضلالة» ([21]).
وعن علي (عليه السلام): «عمل الفكر يورث نوراً» ([22]).
(8) أنه سبب لتزكية النفس وصفاء الباطن ونورانية القلب.
لايخفى كما أن الدعاء ينير القلب وكذلك التفكّر والذكر ينيرانه كما ورد في الأحاديث فلنذكر بعضها ([23]):
1) عن علي (عليه السلام): «عليك بذكر الله فانه نور القلوب».
2) وعنه (عليه السلام): «دوام الذكر ينير القلب والفكر».
3) وعنه (عليه السلام): «الذكر جلاء البصائر ونور السرائر».
4) وعنه (عليه السلام): «ثمرة الذكر استنارة القلوب».
5) وعنه (عليه السلام): «من ذكر الله سبحانه احيى قلبه ونوّر عقله ولبه».
([1]) غافر: 60.
([2]) يونس: 12.
([3]) آل عمران: 191.
([4]) الكافي: ج2 ص470، باب الدعاء يرد البلاء.
([5]) اصول الكافي: ج3 ص470 ـ حديث ـ 8.
([6]) البقرة: 186.
([7]) بحار الأنوار: ج93 ص343.
([8]) المنتخب الحسني: ص7.
([9]) تحف العقول: ص68.
([10]) ثواب الأعمال: ص104.
([11]) الاختصاص: 22.
([12]) المنتخب الحسني: ص11.
([13]) الخصال: ج1 ص197.
([14]) تحف العقول: 70.
([15]) بحار الأنوار: ج93 ص343.
([16]) الدر المنثور: ص270.
([17]) أعلام الدين في صفات المؤمنين.
([18]) بحار الأنوار: ج73 ص376.
([19]) سفينة البحار: ج8 ص88.
([20]) وسائل الشيعة: ج17 ص315.
([21]) تحف العقول: ص59.
([22]) تحف العقول: ص65.
([23]) غرر الحكم (المصدر للروايات الخمسة).


دروس البحث الخارج (الأصول)

دروس البحث الخارج (الفقه)

الإستفاءات

مكارم الاخلاق

س)جاء في بعض الروايات ان صلاة الليل (تبيض الوجه) ،...


المزید...

صحة بعض الكتب والاحاديث

س)كيفية ثبوت صحة وصول ما ورد إلينا من كتب ومصنفات...


المزید...

عصمة النبي وأهل بيته صلوات الله عليه وعلى آله

س)ما هي البراهين العقلية المحضة غير النقلية على النبوة الخاصة...


المزید...

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

س)شاب زنى بأخته بعد ان دفع لها مبلغ من المال...


المزید...

السحر ونحوه

س)ما رأي سماحتكم في اللجوء الى المشعوذين ومن يذّعون كشف...


المزید...

التدخين

ـ ما رأي سماحة المرجع الكريم(دام ظله)في حكم تدخين...


المزید...

التدخين

ـ ما رأي سماحة المرجع الكريم(دام ظله)في حكم تدخين السكاير...


المزید...

العمل في الدوائر الرسمية

نحن مجموعة من المهندسين ومن الموظفين الحكوميين ، تقع على...


المزید...

شبهات وردود

هل الاستعانة من الامام المعصوم (ع) جائز, مثلا يقال...


المزید...
0123456789
© {2017} www.wadhy.com