القوي المتين

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 

القوي المتين:

اي الذات المقدسة التي تكون صاحبة قدرة كاملة. ولايستولي عليه العجز والضعف في حال من الأحوال وهو الذي له القدرة التامة والمتانة أي: فيه شدة القوة قال تعالى: (ذُوْ القُوَّةِ المَتِيْن) ([1]) أي الشديد الذي لايعتريه وهن ولايصيبه تعب ولا إعياء، وفي الحديث «المؤمن القوي خير من الضعيف وفي كل خير واحرص على ما ينفعك واستعن ...» ([2]) أي قوي الايمان بان يكون له قوة وعزيمة علماً وعملاً ليكون اكثر جهاداً أو جداً على الأذى والمشاق في الله، وارغب في العبادة قال تعالى: (فَخُذْها بِقُوَّة) ([3]) أي بعزيمة وجد واجتهاد.
الولي:
هو بمعنى الناصر ينصر عباده، والحافظ لهم، والدافع لشر الاشرار عنهم وبالاخص المطيعين منهم قال تعالى: (اللهُ وَليُّ الذيْنَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِن الظُلُمَاتِ الى النوْر) ([4]).
اذا هو وكيلهم وأولى منهم بأنفسهم، وكهفهم في الشدائد، وملجؤهم عند الاضطرار يخرجهم من ظلمات الكفر والضلالة الى النور والهداية بتوفيقه لهم.
ولايخفى بأن الخروج هنا بمعنى الدفع لا الرفع، فلايأتي الاشكال:
بانه متى كان المؤمن في ظلمات الكفر حتى اخرجه الله تعالى منها؟
ويأتي بمعنى النصرة والمعونة، قال تعالى: (إنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُوْلُه) ([5])أي الذي يتولى تدبيركم الله ورسوله والذين آمنوا. والولاية: السلطنة العالية مختصة به. ويأتي الولي بمعنى المتولى لأمور العالم المتصرف فيه. والولاية هي الصفة الكلية الالهية غير قابلة للزوال والنفاد. وتأتي بمعنى المحبة والنصرة وتأتي بمعنى الحكومة والسلطنة كقوله تعالى (هُنَالِكَ الوِلاية للهِ الحَق) ([6]).
الحميد:
وهو المحمود فالله هو الحميد يحمد نفسه أزلاً وأبداً، ويحمده عباده فهو المحمود على كل حال. وحمده جلّ وعلا على صفاته حمده على الآثار الاختيارية الصادرة عن ذاته المقدسة. وهو الذي يستحق الحمد لانه المنعم الحقيقي وكل النعم تكون منه. اذاً الشكر يكون مختصاً به تعالى فاذا شكر الله عبدٌ من عبيده فيكون نفس الشكر سبباً لزيادة النعم، وحمده تعالى يكون سبباً لاداء حقه قال تعالى (لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيْدَنَّكُم) ([7]).
المحصي:
وهو الذي احاط بكل شيء علمه. فلايفوته شيء صغيراً كان أو كبيراً، ولايعزب عنه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء، وينكشف عنده حد كل معلوم وعدده ومبلغه. قال تعالى: (وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأحْصَى كُلَّ شَىْء عَدَدَاً) ([8]) أي عَلِم مايجري بين رسله وخلقه، واحصى ما وقع وما يقع مذ خلق آدم الى قيام الساعة من الفتن والكوارث الطبيعية وأي أمة أُهلكت أو ستهُلك وغيرها من  الوقائع.
المبدئ المعيد:
بمعنى الموجد حيث لم يكن مسبوقاً بمثله. وإلا يسمى اعادة قال تعالى: (إنَّهُ يُبْدِئُ وَيُعِيْد) ([9]) أي يبدئ الخلق ويوجدهم، ثم يعيدهم بعد أن اماتهم للحساب ويجازيهم حسب اعمالهم قال تعالى:(كُنتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) ([10]) والموتة الاولى هي كونهم في الاصلاب لان النطفة ميتة والحياة الاولى إحياء الله ايّاهم من النطفة. والموتة الثانية إماتة الله إياهم بعد الحياة والحياة الثانية أحياهم الله للبعث. وقيل: الموتة الاولى هي التي تقع بهم في الدنيا بعد الحياة. والحياة الاولى إحياء الله إياهم في القبر للمسألة. والحياة الثانية إحياء الله اياهم للبعث. وقيل: الموتة الاولى كانت بعد إحياء الله اياهم في عالم الذر والموت يقع بحسب أنواع الحياة منها زوال القوة النامية الموجودة في الحيوان والنبات كقوله تعالى: (يحي الأرض بعد موتها) ومنها زوال القوة الحسية كقوله تعالى: (ياليتني مت قبل هذا) ومنها زوال القوة العاقلة وهي الجهالة كقوله تعالى: (أفمن كان ميتاًفأحييناه) ومنها بمعنى الحزن والخوف المكدر للحياة كقوله (يأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت) وقد يستعمل للأعمال الشاقة كالفقر والذل وغيرها كما في دعاء الأنبياء (الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا واليه النشور) قيل للامام الصادق (عليه السلام): صف لنا الموت فقال: هو للمؤمن كأطيب ريح يشمه فينعس لطيبه فينقطع التعب والألم كله عنه وللكافر لسع الأفاعي ولدغ العقارب وأشد.
المحيي المميت:
الاحياء هو الايجاد والموت ضد الحياة، والخالق لهما هو الله تعالى، الذي خلق الموت والحياة قال تعالى: (كَيْفَ تَكْفُروْنَ بِاللهِ وَكُنْتُمْ أمْوَاتاً فأحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيْكُمْ ثُمَّ إلَيْهِ تُرجَعُوْنَ) ([11]).
هذا الاستفهام انكاري وقع في مقام التعجب، أي كيف تنكرونه وكنتم أمواتاً فاحياكم، ثم اماتكم عند حلول آجالكم ثم يحييكم في القبور، وترجعون اليه للحشر والحساب، والمحيي هو الله لأنه خلق الانسان، وكذا المميت لانه مميت الاحياء. ومن هذا يظهر بان الحياة والممات والابقاء والافناء كلها تكون بيده وتحت قدرته. وان الموت أمر  وجودي لذا تعلقت به القدرة.
الحي القيوم:
هو بمعنى من له الحياة المطلقة، والبقاء من الازل الى الابد، ولاسبيل للفناء إليه قال تعالى: (اللهُ لاَ إلهَ إلاّ هُوَ الحَيُّ القيُّوم) ([12]) أي الباقي الذي لايفنى لانه هو الموجد للحياة والفناء، ومعنى القيوم: هو القائم الدائم بتدبير الخلق وحفظهم في جميع شؤونهم.
وقيل هو الفعال المدرك. فمعنى الحي على هذا هو الكامل المطلق الذي يدرك جميع المدركات والموجودات. والقيوم هو القائم بنفسه وليس كالأعراض والأوصاف غير القائمين بأنفسهما، ولا كالجوهر فانه (أي الجوهر) وان كان قائماً بنفسه ومستغن عن محل يقوم به، ولكن محتاج في قيامه للغير وهو الحق جل وعلا، لأن قيامه تعالى يكون بذاته وقيام كل شيء به والقيوم كما في البلد الامين هو القائم الدائم بلا زوال بذاته وبه قيام كل موجود في ايجاده وتدبيره وحفظه ومعنى القيوم هو العالم بكل شيء وقيل من ليس له مثل.
اذن هو القيوم المطلق.
الواجد:
وهو من الجدة أي الغني وفي الحديث (فرض الله الحج على أهل جده) ([13])وقال تعالى: (اسكنوهن من حيث سكنتم من وجدكم) ([14]) أي سعتكم ومقدرتكم اذاً هو الذي لايعوزه شيء مقابل الفاقد، أو من الوجود وهو الذي لايحول بينه وبين مايريد حائل كما في قوله تعالى: (كن فيكون) ([15]) وفي الدعاء: (الحمد لله الذي اوجدني من بعد ضعف) أي قواني والواجد هو الغني القادر على الشيء والذي لايفتقر الى شيء.
الماجد: وهو بمعنى المجيد وقد تقدم معناه.
الواحد:
وهو الذي لايتجزأ ويكون منزهاً عن التركيب مطلقاً.
اذاً لا جزء له، فالله جلّ وعلا واحد بمعنى انه يستحيل تقدير الأنقسام في ذاته، أو الفرد الذي لم يزل وحده ولم يكن معه أحد، وتوصيفه بالأحد أفضل من الواحد كما قال تعالى: (قُلْ هُوْ اللهُ أَحَد) ([16]) ولم يقل واحد لان الفرق بين الواحد والاحد بأمور:
الأول: ان الواحد هو المتفرد بالذات والاحد هو المتفرد بالمعنى.
الثاني: ان الواحد أعم مورداً لكونه يطلق على من يعقل وغيره ولايطلق الأحد الاّ على من يعقل.
الثالث: ان الواحد يدخل في الحساب ويضم اليه الثاني والثالث ويمتنع دخول الاحد في ذلك.
الرابع: الواحد هو الذي يقع في أول الاعداد ومفتح لها والاحد اسم بُني لنفي ما يذكر معه من العدد.
الخامس: ان الواحد يكون لنفي الشريك بالنسبة للذات والاحد يكون لنفي الشريك بالنسبة للصفات.
([1]) الذاريات: 58.
([2]) سبل السلام، ابن حجر العسقلاني: ج4.
([3]) الاعراف: 145.
([4]) البقرة: 257.
([5]) المائدة: 55.
([6]) الكهف: 44.
([7]) ابراهيم: 7.
([8]) الجن: 28.
([9]) البروج: 13.
([10]) البقرة: 28.
([11]) البقرة: 28.
([12]) البقرة: 255.
([13]) الكافي: ج4 ص366.
([14]) الطلاق: 6.
([15]) البقرة: 117.
([16]) الاخلاص: 1.