الصمد

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 

الصمد:

ويأتي على معان :

1 ـ الذي انتهى إليه السؤدد .
2 ـ الدائم الباقي .
3 ـ السيد الكريم العظيم الذي يُصمد إليه في الحوائج .
قال تعالى (اللهُ الصَمَدُ) ([1]) أي السيد المتفوّق في السؤدد، ويقصد إليه عباده في مهمات دينهم ودنياهم .
وأما ما ورد بأن معنى الصمد هو الذي لا جوف له فهذ لا يمكن إطلاقه على الباري جلّ وعلا إلاّ مجازاً، لأنه  من صفات الأجسام. تعالى الله عن ذلك علوّاً كبيراً.
4 ـ الذي لا يأكل ولا يشرب .
بعث أهل البصرة إلى الحسين (عليه السلام) يسألونه عن الصمد ، فقال : إنّ الله قد فسّره فقال : لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ـ أي لم يخرج منه كثيف كالولد ولا لطيف كالنفس ولا تنبعث منه البدوات كالسنة والنوم والغم والرجاء والرغبة والشبع والخوف وأضدادها ، وكذا هو لا يخرج عن كثيف كالحيوان والنبات ولا لطيف كالبصر وسائر الآلات ([2]) .
5ـ هو القائم بنفسه الغني عن غيره.
6ـ هو الذي لاشريك له ولايعزب عنه شيء.
القادر المقتدر:
وهما بمعنى واحد ، أي ذو القدرة ولكن المقتدر أبلغ لوجود المبالغة فيه. وقدّرت الشيء بمعنى تمكّنت منه ، قال تعالى : (فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ المَشَارِقِ وَالمَغَارِبِ إنّا لَقَادِرُوْن) ([3]) فاللام زائدة ، أي أقسم برب المشارق والمغارب وهو مشرق كل يوم ومغربه، لأنّ للسنة على ما نقلوا ثلاثمائة وستّون مشرقاً وثلاثمائة وستّون مغرباً ، وشروق الشمس في اليوم الثاني لا يكون في المكان الذي أشرقت منه في اليوم الأوّل . وإنّا لقادرون على أن نبدّل خيراً منهم، أي: نهلكهم ونأتي بأحسن منهم فهو القادر المطلق الذي يوجد الأشياء إيجاداً لوحده ، فهو مستغن عن معاونة الغير . ويأتي بمعنى نفي العجز عنه ولا يوصف أحد بالقدرة المطلقة غيره تعالى فقدرته أزلية.قديمة وهي عين ذاته المقدّسة. فثبوت الذات على ثبوت القدرة . وأما قدرة المخلوقات حادثة، ومخلوقة، وتكون من آثار قدرة الباري وبما أنها غير متناهية فلا يمكن تحصيل العلم التفصيلي بها إذن قالوا بعدم جواز التكلّم فيها .
ويحتمل إطلاق القادر عليه ، أي هو المقدِّر ، قال تعالى : (فَقَدرْنا فَنِعْمَ القَادِرُوْن) ([4]) .
المقدِّم المؤخِّر:
أي المقرب المبعد، فهو جلّ وعلا يقدّم جماعة من خلقه ويقرّبهم إليه بنعمه وألطافه، وبرّه وإحسانه، بل بمواهبه على الإطلاق كما يفعل بالنسبة لأنبيائه وأوليائه ، ويبعّد جماعة ويؤخّرهم عمّا ذكرنا بالخذلان وإيجاد الموانع عن الوصول إلى قربه ، كما قال تعالى : (وَلَوْ شِئْنَا لاَتَيْنَا كُلَّ نَفْس هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لاََمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ) ([5]) ، أي لو شئنا لأعطينا كل نفس ما تهتدي به وتعمل عملاً صالحاً لتنجو به ونوهيء لها أسباب التوفيق ، ولكن مقتضى تعلّق إرادتي بأنّ العبد لابدّ أن يوفّق ويختار الإيمان والهداية باختياره، ولا يسلك طريق الغواية ، فإنّي لأملأنّ جهنم من المخالف بسوء اختياره ونسيانه الحساب والجزاء والنار ، قال تعالى : (إنَّ الَّذيْنَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنّا الحُسْنى أولَئكَ عَنْها مُبْعَدُوْن) ([6]) ، أي الذين آمنوا وعملوا الصالحات سبقت لهم منّا الحسنى ـ أي الوعد بالجنة وهم بعيدون عن جهنم ومستقرّون في مكان أمين .
وفي الدعاء : «اللهمّ أنت المقدِّم وأنت المؤخِّر» ، أي أنت الذي تقدّم مَن تشاء من خلقك إلى رحمتك بتوفيقك ، وأنت الذي تؤخِّر مَن تشاء بخذلانك إياهم.
الأوّل الآخر:
أي الأوّل قبل كل شيء والباقي بعد فناء خلقه .
أو الأوّل لا عن أوّل قبله، والآخر لا عن آخر بعده، أو لا عن نهاية ، كما يُعقل ذلك بالنسبة إلى صفة المخلوقين ، قال تعالى : (هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِر) ([7]) ، أي الأوّل بالنسبة إلى كل شيء منه وهو قديم أزلي، وما عداه محدَث ، وهو الباقي بعد فناء الموجودات ، فيبقى وحده بعدهم .
سئل أبو عبدالله (عليه السلام) عن قوله تعالى : (هو الأوّل والآخر)، فقال : ليس شيء إلاّ وهو يبيد ويتغيّر أو يدخله التغيير والزوال إلاّ رب العالمين فإنّه لم يزل ولا يزال إلاّ بحالة واحدة ، هو الأوّل قبل كل شيء وهو الآخر على ما لم يزل لا تختلف عليه الصفات والأسماء كما تختلف على غيره مثل الإنسان يكون تراباً مرة وأخرى لحماً ومرة دماً ومرة رميماً . البُسْر يكون مرة بلحاً ومرة بسراً ومرة رطباً ومرة تمراً فتتبدل عليه الأسماء والصفات والله تعالى بخلاف ذلك ([8]) . وفي حديث آخر : هو الأوّل لا عن أوّل قبله ولا عن بديء سبقه ، والآخر لا عن نهاية كما يعقل في صفة المخلوقين، لكن قديم أوّل آخر لم يزل ([9]) ، والآخر من أسماء الله أي الباقي بعد فناء خلقه .
الظاهر الباطن:
أي الظاهر بالدلالات والآيات الباهرة التي تدل على وجوده ووحدانيته، بمعنى أنّ ذاته المقدّسة التي آثارها الربوبية تكون ظاهرة في جميع الآفاق والأنفس ، فهو ظاهر بآياته محتجب بذاته ولا يكون هناك موجود من الموجودات إلاّ أن يكون مظهراً من مظاهره، بل كلها دلالات على وجوده الوحداني.
وفي كل شيء له آية تدل على أنّه واحد.
وإن قلنا بأنّ الظاهر مأخوذ من الظهر أي أنّه يكون مسنداً وملجأً للموجودات ، ومعنى الباطن كما في البحار أنه بطن عن الأفهام فهو باطن بلا حالة، لا يحيط به محيط. وهو المحتجب عن إدراك الأبصار وتلوث الخواطر والأفكار وهو المحجوب بذاته فلم يُدرك كنهه المقدّسة أيّ عقل وفهم كان مرئياً ومحسوساً بالآيات الباهرات . ويُستدل على وجوده بالدليل العقلي . فإن قلت : إذا كان ظاهراً فكيف خفيت على البعض معرفته ؟
قلنا : إنّما خفي على بعض العقول لشدّة ظهوره ، وهذا أصبح سبباً لبطونه ، وكلما جاوز حده انعكس إلى ضده .
ويمكن أن يكون الظاهر معناه العلو أي: الغالب على كل شيء، أو أعلى من كل شيء. وما عداه يكون أدون منه .
والباطن ـ أي المحتجب عن أبصار الخلائق وأوهامهم فلا يدركه بصر، أو يحيط به الوهم ، أو أنّ الباطن بمعنى أنّه ليس هناك مَن هو أعلم منه دركاً ، قال تعالى : (هُوَ الأوّل والآخر والظاهِرُ والبَاطِن) ([10]) ، أي الظاهر فليس أظهر منه والباطن فليس أبطن منه .
الوالي:
أي المتولي لأمور الخلائق بالتدبير والقدرة والعقل ، وقيل بمعنى الناصر الذي ينصر عباده ولا والي ولا مدبِّر للأمور إلاّ هو، لأنّه هو الخالق والعالِم بالمصالح والمفاسد ، قال تعالى : (بَلْ اللهُ مَوْلاَكُم) ([11]) أي لا تتخّذوا الكفار أولياء لكم لتسلموا في الحياة الدنيا ، فإنّ الله هو ناصركم ووليكم فلا تحتاجون مع هذه النصرة منه إلى نصرة غيره فإنّه خير ناصر ومعين ، لأنّ غيره هو المحتاج إلى ناصر .
إذاً فلو لم ينصركم الله، فلا تنفعكم نصرة غيره . وقيل : هو العالِم بما ظهر من الأمور ، وقيل : هو الظاهر بالحجج والبراهين الدالة على وجوده ووحدانيته فلا موجود إلاّ وهو يشهد بوجوده .
المتعال:
بمعنى العلى وقد سبق معناه .
البر:
بمعنى الصلة ، قال تعالى : (لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْء فَإِنَّ اللهَ بِهِ عَلِيمٌ) ([12]) ، أي لا يوسع عليكم رزقكم ولا تحصلون على الخير الكثير والنفع المتواصل إلاّ أن تنفقوا ما هو محبوب عندكم ، فإنّ الوصول إلى السعة في الرزق طريقه الإنفاق مما هو أعز عنده من المال ، ولا تصبحوا أبراراً إلاّ بالإنفاق ، وما تنفقوا من شيء فهو عالِم به، يعلم مقدار ما أنفقتم فإنّه يجازيكم ويضاعف لكم في العطاء .
والبَر بالفتح: الصادق ، وقيل : الذي من عادته الإحسان ومنه برَّ فلان بيمينه إذا صدق . وبالنسبة إلى الله جلّ وعلا هو الذت المقدسة الصادق، أو الذات التي لها شفقة وحب على جميع الخلائق. وهو العطوف على عباده الذي عمّ برّه جميع خلقه فيحسن إلى المحسن بتضعيف الثواب ، وإلى المسيء بالصفح والعفو وقبول التوبة .
التوّاب:
التوب والتوبة هما الرجوع عن الذنب والندم على ما فعل ، قال تعالى : (إنَّهُ كانَ تَوَّاباً) ([13]) يتوب على عباده ولو أذنبوا مكرراً أي: أذنب وتاب ثم أعاد الفعل وتاب بعد ذلك وهكذا ، ولو تكرر مرات عديدة، لكن مع ذلك فإنه جلّ وعلا كثير القبول لتوبة التائبين . وعن البحار أنه يقبل التوبة ويعفو عن الحوبة إذا تاب منها العبد في أيّ وقت رجع العبد وتاب عن ذنبه ، فالتوبة هي أوّل طريق السالكين ورأس مال الفائزين ومفتاح الاستقامة للمريدين ومفتاح جميع الخيرات وأصل جميع المنازل والمقامات ، فالذنب مهما يكون عظيماً فرحمة الله أوسع بحيث يبدّل سيئاته حسنات (إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلا صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَات وَكَانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً) ([14]) .
والتوبة على ثلاثة أقسام : توبة العام ، وتوبة الخاص ، وتوبة الأخص ; فالأولى هي الرجوع عن المعاصي ، وهي توبة العصاة . والثانية : التوبة عن ترك الأولى وهي توبة الأنبياء الماضين . والثالثة : هي الرجوع عن الالتفات إلى غيره تعالى وهي:توبة نبينا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) والمعصومين(عليهم السلام)فتوبتهم عبارة عن رجوعهم عما لعله صدر عنهم من عثرة التوجه الى غير جنابه تعالى وهي معتبرة عند أهل السلوك ([15]).
روي عن مقاتل : لما نزلت الي سورة التوبة قرأها (صلى الله عليه وآله وسلم) على أصحابه ففرحوا واستبشروا، وسمعها العباس فبكى ، فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) : ما يبكيك يا عم ؟ فقال : أظن أنّه قد نعيت إليك نفسك يا رسول الله .
فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) إنّه لكما تقول ، فعاش بعدها سنتين ما رؤي فيها ضاحكاً مستبشراً ([16]) .
المنتقم:
أي المعاقب . انتقم منه : أي عاقبه ، والمنتقم هو القاصم لظهور العتاة، والناكل للجناة بعد أن أنذرهم وأمهلهم ، قال تعالى : (وَمَا تَنْقِمُ مِنّا إلاّ أنْ آمَنّا بِآياتِ رَبِّنا) ([17]) ، أي ما يثير نقمتك علينا إلاّ إيماننا بآيات الله وما تكرهون منّا مع أنّه لم نرتكب أيّ ذنب ولا جرم وما طعنكم لنا إلاّ لأيماننا بربنا وخالقنا وتصديقنا بآياته لما جاءتنا .
العفوّ:
هو الماحي للذنوب والمتجاوز عن المعاصي. وهو يشبه الغفور إلاّ أنّ الغفران ينبئ عن الستر، والعفو ينبئ عن محو الذنوب ، قال تعالى : (ثُمَّ عَفَوْنا عَنْكُمْ مِن بَعْدِ ذلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُوْن) ([18]) ، أي غفرنا لكم عبادتكم للعجل بعد أن تبتم وتجاوزنا عن جرمكم لعلكم تحمدون الله عما عفونا عنكم .
وورد في الحديث : «التائب عن الذنب كمَن لا ذنب له» ([19]) . وهو الذات المقدّسة مع كمال القدرة والعظمة ليس بصدد الانتقام ، ومحو الذنوب المهلكة بالنسبة اليه سبحانه أقل شيء. وفي الدعاء: «أسألك العفور والعافية والمعافاة» .
الرؤوف:
وهو بمعنى شديد الرحمة. وهو بالنسبة إلى الله تبارك وتعالى: الرحيم بعباده العطوف عليهم بألطافه ، قال تعالى : (إنّ الله رؤوف رحيم) ([20]) ، أي رؤوف بالمؤمنين ورحيم بهم .
([1]) الإخلاص / 2.
([2]) مجمع البيان ، ج5 ، ص565 ـ 566 .
([3]) المعارج / 40 .
([4]) المرسلات / 23 .
([5]) السجدة / 13.
([6]) الأنبياء / 101
([7]) الحديد / 3 .
([8]) تفسير البرهان ، ج4 ، ص286 .
([9]) البرهان ، ج4 ، ص373 .
([10]) الحديد / 3 .
([11]) آل عمران / 150 .
([12]) آل عمران / 92 .
([13]) النصر / 3 .
([14]) الفرقان / 70 .
([15]) معراج الذاكرين: ص177.
([16]) مجمع البيان ، ج5 ، ص554 .
([17]) الأعراف / 126 .
([18]) البقرة / 52 .
([19]) الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب التوبة ، ج2 ، ص435 .
([20]) النور / 20 .


دروس البحث الخارج (الأصول)

دروس البحث الخارج (الفقه)

الإستفاءات

مكارم الاخلاق

س)جاء في بعض الروايات ان صلاة الليل (تبيض الوجه) ،...


المزید...

صحة بعض الكتب والاحاديث

س)كيفية ثبوت صحة وصول ما ورد إلينا من كتب ومصنفات...


المزید...

عصمة النبي وأهل بيته صلوات الله عليه وعلى آله

س)ما هي البراهين العقلية المحضة غير النقلية على النبوة الخاصة...


المزید...

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

س)شاب زنى بأخته بعد ان دفع لها مبلغ من المال...


المزید...

السحر ونحوه

س)ما رأي سماحتكم في اللجوء الى المشعوذين ومن يذّعون كشف...


المزید...

التدخين

ـ ما رأي سماحة المرجع الكريم(دام ظله)في حكم تدخين...


المزید...

التدخين

ـ ما رأي سماحة المرجع الكريم(دام ظله)في حكم تدخين السكاير...


المزید...

العمل في الدوائر الرسمية

نحن مجموعة من المهندسين ومن الموظفين الحكوميين ، تقع على...


المزید...

شبهات وردود

هل الاستعانة من الامام المعصوم (ع) جائز, مثلا يقال...


المزید...
0123456789
© {2017} www.wadhy.com