| هل ان الروايات الواردة في شأن حضور أمير المؤمنين (عليه السلام) في القبر وعند الاحتضار تدل على الحضور الحقيقي ـ وعلى فرضه كيف يستقيم ذلك مع فكرة ان الشيء الواحد المحدود لا يتعدد وجوده في عدة أماكن في آن واحد ـ أم انها توجه وتوؤل ببعض التأويلات كما ادعى البعض أنها تدل على رؤية الموالي آنذاك لثمرة ولاية أمير المؤمنين وسيد الوصيين عليه أفضل الصلاة والسلام؟ |
| لا يخفى ان هذه الإشكالات بالنسبة إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) من الإشكالات القديمة والتافهة، وبعد تقدم العلوم نرى ان الشخص جالس وراء شاشة التلفزيون ويراه كل احد في أقطار العالم، وبعد وجود الأقمار الصناعية بل قد يتكلم إنسان في حفل ويفهمه كل إنسان بلسانه، وان الإمام (عليه السلام) يكون مظهرا للصفات الإلهية لملائمة الإحاطة بجميع العوالم، ويمكن حضورهم في كل مكان، يدل عليه الآية الشريفة (وقل أعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) وخصوصا بعد تجردهم عن عالم المادة، ثم ان الإنسان في صلاته يقول السلام عليك أيها النبي والسلام بنحو الخطاب يكون شرطه الحضور، وتقول في زيارة الإمام الرضا وبقية الأئمة (عليهم السلام) اشهد انك تسمع كلامي وترى مقامي وترد سلامي، مع انه قد يكون آلف من الناس يسلمون عليه بالسنة شتى ولغات مختلفة ومن أماكن متعددة وبعد كشف الغطاء ورفع الحجاب في عالم الآخرة عن الأبصار تراه ويراك اذن فلا مانع ثم هذا لاختلاف العوالم والإشكال يرد على ملك الموت ايضا وهو شخص واحد كيف يقبض الأرواح في ساعة واحدة عن من يريد ان يميته في تلك الساعة مع كل واحد من الأموات في أي صقع من الأصقاع، (قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم) مع انه لا بد ان يحضر عند الاحتضار وقد وردت روايات كثيرة عن البحار ومعالم الزلفى وغيرهما بنحو التواتر الإجمالي، حيث يخاطب أمير المؤمنين (عليه السلام) الحارث الهمداني أبشرك يا حارث يعرفني والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ولي وعدوي في مواطن شتى عند الممات وعند الصراط وعند الحوض وعند المقاسمة، وفي الصحيفة المنسوبة إلى الإمام الرضا عن أمير المؤمنين (عليهما السلام) حيث قال )من أحبني وجدني عند مماته حيث يحب ومن ابغضني وجدني عند مماته حيت يكره)، وعن عبد الله الاسدي عن أمير المؤمنين انه قال والله لا يبغضني عبدا ابدا ويموت علي بغضي إلا رآني عند موته حيث يكره ولا يحبني عبدا ابدا فيموت على حبي إلا راني عند موته حيث يحب. وفي كتاب تأويل الآيات في تفسير آية ((وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ)) ينقل عن تفسير الامام العسكري ج2ص145 – ح10 في تفسير سورة الواقعة بداية ((اذا بلغت الحلقوم)) ينقل عن تفسير العسكري ج7/ص145/ح10 ،في تفسير سورة الواقعة بعد آية (فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ ) ينقل عن تفسير العسكري ص971، وفي نفس المصدر أيضا ج3 ص349 ح11 يروي حديث الحارث الهمداني وفي البحار كما مر ذكره ج27 ص159، ج6 ص178 ينقل عن إمالي الشيخ الطوسي ج32 ص7 وراجع كتاب المحتضر للشيخ حسن بن سليمان وانه أورد أحاديث كثيرة تدل علي حضورهم (( عليهما السلام)) عند المحتضر.وروي ان الحسين ((عليه السلام)) لينظر في العرش إلى زواره ومن يقيم له مجلس عزاء فيدعو لهم والمراد من العرش هو الإحاطة مع ان المجالس تكون متعددة وفي أماكن مختلفة فكما ان لله الاحاطه المطلقه على كل شيء كما في قوله تعالى واقرب من حبل الوريد ويعلم خائنه الاعين وما تخفي الصدور، وكذالك للنبي(صلى الله عليه وآله وسلم)والأئمة(عليهم السلام) اعطاهم الله الإحاطة ونحن ذكرنا هذا على نحو التفصيل في رسالتنا الرجعة والمرجو ممن لم يصل الى المراتب العلمية ولم يدرس شيئاً من علم الكلام والفلسفة لا ينكر ما لم يقبله عقله الناقص أخذ الله بأيدي الجميع إلى طريق الحق والصواب انه سميع الدعاء. |
حضور الامام علي عليه السلام في القبر
تقييم المستخدم: 5 / 5
